في إطار تعزيز الجهود الوطنية للوقاية من الأمراض السارية، وحرصاً على حماية صحة المواطنين، خاصة الفئات الهشة ، ترأس المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجرادة، يومه الاثنين، اجتماعاً تنسيقياً هاماً مع نظيره من إقليم تاوريرت، بحضور أطر ومسؤولي الصحة العمومية بالإقليمين، وذلك على خلفية تسجيل ارتفاع مقلق في حالات الحصبة، لا سيما الحالات الخطيرة منها، في بعض المناطق الحدودية المشتركة بين الإقليمين، والتي تعرف تمركزاً كبيراً للسكان الرحل غير المستفيدين من التلقيح.
وقد شارك في هذا الاجتماع، المنعقد بمقر المندوبية الإقليمية للصحة بجرادة، كل من رئيس مصلحة شبكة المؤسسات الصحية (SRES) ومسؤول وحدة اليقظة الصحية بجرادة، إلى جانب مسؤولة وحدة اليقظة الصحية بتاوريرت، والمسؤولة عن البرنامج الوطني للتمنيع، وكذا الممرضين والممرضات العاملين بالمراكز الصحية المعنية في هذه المناطق.
وقد خُصِّص هذا الاجتماع لتدارس الوضعية الوبائية الراهنة، وتشخيص بؤر العدوى، ورسم خريطة دقيقة للمناطق المستهدفة من أجل إطلاق حملة صحية استعجالية للتلقيح، تشمل الرضع والأطفال غير الملقحين، مع إمكانية توسيع الاستهداف حسب الحاجة الوبائية. كما ناقش الحضور السبل الكفيلة بتحسين آليات تتبع ومواكبة الساكنة الرحل، وضمان استفادتهم من خدمات التلقيح الأساسية، من خلال تعبئة الفرق الصحية المتنقلة، وتعزيز التعاون بين الأقاليم لتبادل المعطيات والتدخلات الميدانية.
وقد شدد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بجرادة، في كلمته الافتتاحية، على أن التصدي الفعال لهذا الوضع الوبائي يتطلب تنسيقاً محكماً وتدخلاً عاجلاً، مع إعطاء الأولوية للفئات المعرضة للخطر، خاصة الأطفال دون سن التلقيح، داعياً إلى تضافر الجهود الميدانية والإدارية من أجل احتواء انتشار المرض وتفادي تسجيل مزيد من الحالات.
وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على وضع خطة عمل مشتركة بين المندوبيتين تشمل الجوانب اللوجستيكية، والبشرية، والتنظيمية، مع تحديد جدول زمني للتدخلات، وتشكيل فرق طبية متنقلة لضمان وصول الخدمات الصحية إلى أبعد التجمعات الرحل.
وتؤكد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، من خلال هذا النوع من المبادرات، التزامها المتواصل بضمان الحق في الصحة للجميع، وفق مقاربة استباقية وإنسانية تراعي خصوصية كل الفئات والمناطق، وتكرس مبادئ العدالة الصحية والتغطية الشاملة .
