من يطلع على التراث المحلي حيدوس / بوشطبة يؤكد ان هذا بيتا شعريا يتغنى به في اوساط الطبقات الشعبية و الفلاحين بجهة الشرق من المغرب الجميل متعدد الثقافات و الغني بالوانه التراثية التي تنهل من تلاقح ثقافات أخرى كالاندلسي و الافريقي و الامازيغي و العربي و العبري و غيرهم. لكن الامعان في هذا البيت الشعري يمكن ان يفهم منه ان صاحب الخطاب هو امراة /فتاة تخبر المعني /الرجل عبر الغناء كآلية التواصل الوحيدة نيتها للذهاب للتشكي منه إلى السلطات لا لشيء إلا لانه ادار الرداء الابيض المسمى ” الرزة” الذي يحمله فوق راسه بطريقة غير عادية تشي بانه يريد صداقة ما او علاقة إنسانية يمكن ان تكون غرامية او عابرة او ما شابه ذلك .
يبدو ان السلوك الذي قام به الرجل المعني نوع من التحرش ضد المراة المشتكية التي لم تجد ملاذا غير تصريف الالم الذي تحس به بواسطة الغناء ما دامت الهيمنة الذكورية بتعبير ” بيير بورديو” غير قادرة على انصافها و تعتبرها على كل حال مسؤولة عن اغراء الرجل.
مناسبة سرد هذا البيت الشعري الغنائي و المتزامن مع تنظيم العالم و المغرب الحملة التاسعة عشرة لمحاربة العنف ضد النساء و الفتيات التي انطلقت يوم 25 نونبر الماضي و تنتهي يوم 10 دجنبر القادم ، و ذلك لالزامية النبش و الحفر في التراث الذي يزكي و يدعم العنف الرمزي و المادي ضد المراة حتى لا تذهب مجهودات الدولة و المجتمع المدني ادراج الرياح.
البحث الاكاديمي من خلال الجامعة مطالب بإزالة الغبش عن تعايشنا مع تراث أضحى معرقلا بدخول عصر الحداثة في وقت نرى امما اخرى دخلت عصر ما بعد الحداثة post – modernité.
فلنلاحظ أغانينا الشعبية التي تحمل للمراة كل مشاكلنا و خيباتنا التنموية و تعتبرها ماكرة و مخادعة و هلم تخربيقا و كما تحملها في بعض الأحيان مسؤولية الاحتباس الحراري من خلال غياب سقوط الامطار لنفهم هذا الانحطاط الفكري و الأخلاقي في مجتمع بعيد عن الفكر العقلاني و يفتقد الى ثقافة النقد و يتعايش مع الرداءة .
فالتحسيس بمحاربة العنف ضد النساء يعتبر اساسيا لكنه غير كاف ما دامت المسوغات السوسيوثقافية التي تشرعن العنف مستمرة و يتقبلها المجتمع .