
منبر24
أكد الأكاديمي الفرنسي السويسري جان ماري هيدت، أهمية الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس، الرامية إلى تعزيز موقع إفريقيا في المشهد البحري العالمي، واصفًا إياها بـ”الجريئة والطموحة”، في سعيها لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية المستدامة وحماية البيئة البحرية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش قمة “إفريقيا من أجل المحيط”، المنظمة بمدينة نيس الفرنسية في إطار مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، تفاعل هيدت مع الرسالة الملكية السامية التي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، ممثلةً لجلالة الملك، مشيرًا إلى أن العاهل المغربي “دعا إلى قراءة جديدة للدور البحري الإفريقي”، تقوم على **الحكامة المشتركة والتعاون الإقليمي والابتكار البيئي”.
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن الرسالة الملكية ترسم معالم رؤية إفريقية موحدة للمحيط، وتضع أمام القارة ثلاث أولويات جوهرية:
1. الابتكار التكنولوجي في استغلال الموارد البحرية.
2. الاستدامة البيئية وحماية الأنظمة الإيكولوجية البحرية.
3. تعزيز التعاون الإقليمي كأساس للحكامة الرشيدة في الفضاءات البحرية الإفريقية.
وأضاف أن هذا الطرح الملكي يندرج ضمن إستراتيجية سيادية شاملة، تعكس حرص المغرب على تمكين القارة من أدوات الفعل والتأثير داخل المنظومة الدولية، مشيرًا إلى أن القارة، رغم امتلاكها لـ38 دولة ساحلية وملايين الكيلومترات المربعة من المساحات البحرية، لا تزال غائبة عن مراكز القرار الدولي المتعلقة بالمحيطات.
وسلط هيدت الضوء على مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، التي أطلقها الملك محمد السادس، واصفًا إياها بـ”المشروع الجماعي الطموح”، الذي يسعى إلى إرساء نموذج غير مسبوق للحكامة البحرية في الواجهة الأطلسية للقارة.
كما نوّه الخبير الدولي بـ”الالتزام النموذجي للمغرب” في قضايا الاستدامة، مؤكدًا أن المملكة، بفضل موقعها الجغرافي وتجربتها في مجالي السلام والأمن الإقليمي، تمثل فاعلًا محوريًا قادرًا على تيسير التعاون بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن الرؤية الملكية تعكس قيادة استراتيجية متبصرة، تعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية مسؤولة، وكمرجعية إفريقية في القضايا البحرية، في أفق إرساء نموذج تنموي بحري شامل ومستدام.