من الأمور التي أضحت حاضرة بقوة في المجتمع المغربي إقبال الناس على استهلاك الوجبات السريعة بشكل مفرط. صحيح أن وتيرة الحياة المتسارعة صارت تفرض هذا النوع من الأكل ربحا للوقت و الجهد. لكن، يجمع الأطباء و مختصو التغذية على أن هذا النظام الغذائي الجديد يشكل خطورة حقيقية على الصحة العامة و أن الأضرار قد لا تظهر فورا لكنها حاصلة حتما على المدى المتوسط و البعيد. و من حسن حظ سكان البوادي أنهم نسبيا يحافظون على نظام غذائي صحي يتضمن خبز القمح و الحليب الطبيعي و مشتقاته و أكلات موسمية ذات فائدة كبيرة كالبقوليات و الخضر و الفواكه على اختلاف أنواعها. بخلاف سكان المدن و خصوصا فئة الأطفال و الشباب تجدهم يستهلكون بشراهة وجبات “الطاكوص” و “البيتزا” و المشروبات الغازية و المعلبات بجميع أشكالها و ألوانها. نلاحظ أيضا في الحواضر انتعاش خدمة توصيل هذه الوجبات. و انتشار أماكن بيعها في الأحياء الراقية كما في الأزقة الشعبية. كما أن ثمنها في متناول الصغار و الكبار.
وهنا يتبادر للذهن مجموعة من الأسئلة:
هل هناك مراقبة دورية لمحلات بيع الوجبات السريعة من طرف الجهات المختصة؟
هل خدمة التوصيل تحترم الشروط اللازمة لمنع تعفن الأكل ؟
هل هناك مراقبة للمواد التي تدخل في تحضير هذه المأكولات كالزيوت المستعملة في الطهي و الصلصات المعلبة و المستوردة ؟
هل تقوم جمعية حماية المستهلك بدورها كما يجب ؟
هل هناك قانون يؤطر هذا المجال بما يحفظ صحة المواطنين ؟ و إن وجد هذا القانون هل يتم تطبيقه؟
على الآباء أن لا ينتظروا الإجابة عن هذه الأسئلة و أن يفكروا جديا في تربية أطفالهم على التغذية السليمة لأن الصحة مسؤولية كبيرة و كنز لا يقدر بثمن.
اعلان
اعلان
اعلان