أعلنت الجزائر رسميا طلب انضمامها إلى المجموعة الاقتصادية و السياسية و الثقافية BRICS و التي تضم كلا من البرازيل و روسيا و الهند و الصين و جنوب إفريقيا، هذا التجمع الذي أحدث سنة 2001 تحت اسم BRIC و انضمت إليه جنوب إفريقيا سنة 2011 ليصبح BRICS و الاسم مكون من الأحرف الأولى للدول المشكلة لهذا التنظيم الذي جاء ردا على إحداث مجموعة السبع الكبار ( G7) و التي تضم كل من فرنسا و إيطاليا و ألمانيا و كندا و اليابان و المملكة المتحدة و الولايات المتحدة الأمريكية. و تتشكل مجموعة البريكس من ساكنة تتجاوز 03 مليارات و 200 مليون نسمة أي ما يعادل 41./. من سكان الأرض و من ناتج داخلي عالمي يناهز 14./. و تساهم ب 16./. من التجارة الدولية. و سنويا تعقد أكثر من 170 نشاطا و 20 اجتماعا وزاريا. الصين أحد الفاعلين في هذا التجمع و صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالمي منذ سنة 2020، اكدت عبر جريدة ” Global China” الناطقة الإنجليزية بإسم الحزب الشيوعي الصيني عن ترحيبها بهذا الطلب للإنضمام لهذا التنظيم الذي أصبح ذا جاذبية كبرى.
فالجزائر اكبر مصدر للغاز و 11./. من الغاز الأوروبي يأتيها من الجزائر ، وفي حالة دخول هذه الأخيرة إلى البريكس فإن الغاز الجزائري سيتحول إلى غاز تابع للمنظمة تدير به الصين و روسيا صراعاتهما الجيوسياسية مع أوروبا و أمريكا بعد أزمة الغاز الروسي و توقف خط أنابيب Nord stream 1 .
و سيعوض الغاز الجزائري نظيره الروسي من داخل المنظمة التي ستتحكم – عبر الروس و الصينيين- في استثمارات النقل و التنقيب و هذا ما لن تقبله الدول الغربية خاصة فرنسا و أمريكا اللتان تغاضتا عن كمية التسليح الجزائري الضخمة من موسكو و بكين مقابل تواجد شركات التنقيب عن البترول و الغاز الغربية ك TOTAL ENERGY و IMI و غيرهم في إطار إتفاقات صامتة لتوزيع الكعكعة بين القوى الكبرى.
فالصين التي تدخل صراع الثنائية القطبية مع أمريكا، تدير العملية للضغط على أوروبا عبر إدخال الجزائر إلى هذا التحالف الجيواقتصادي لإستثماره في المجال الجيوسياسي.
فالصين لم تعد مصنع العالم، بل تجاوزته و أصبحت تعتمد على سلاسل الإمدادات ( Chaînes d’approvisionnement ) التي تشكل فيها دول البريكس 76./. من اقتصاد العالم، والجزائر أضحت رهانا للتموقع الصيني بإمتياز. فدول عديدة عبرت عن رغبتها دخول البريكس كتركيا و السعودية ومصر .
فهذا التجمع أضحى معبرا عن الحيادية في عالم يبحث عن تجاوز الهيمنة الأمريكية. فهل سيقف الغرب كمتفرج حول ما يجري؟؟؟؟؟