أعلن اليمين السويدي الحاكم عن إيقاف كل البرامج المتعلقة برقمنة التدريس في المؤسسات التعليمية الخاصة بالتلاميذ الصغار ، والعودة الى النظم التقليدية المستعملة للكتب الورقية، بل أكثر من هذا أعتبر أن المستوى العام إنخفض إثر هذا التحول الرقمي. قد لا يتفاجأ المرء حول هذا ما دام الأمر يتعلق بدولة عريقة في الديمقراطية و الرفاه و نظامها التعليمي يعتبر من أرقى النظم في سلم الترتيب الدولي نظير مثيلاتها من الدول الاسكندنافية و شمال اوروبا كفنلندا، لكننا نصاب بالصدمة و نحن المنحدرون من الدول السائرة في طريق النمو و نراهن على التحول الرقمي و نعتبره آلية لتدارك الفجوة الرقمية و بالتالي اللحاق بركب الدول المتقدمة.لقد كشفت ازمة كوفيد – حسب السويديين- عن محدودية الوسائل البيداغوجية عن بعد و ووقعها الضعيف على الاطفال. ليست السويد وحدها من تراجعت عن رقمنة التدريس ، بل هناك دول اوربية عريقة من وصلت الى هذه القناعة و اتخذت اجراءات و تدابير للعودة الى النظم التعليميةالتقليدية. الفرنسيون بدورهم استثمروا ايان رئاسة فرانسوا هولاندا اكثر من 2.4 مليار اورو في رقمتة التعليم و عندما توقفوا بداية من سنة 2018 اتهمهم جهاز الرقابة المالية بهدر الاموال gabegie financiere و هنا أعود الى برنامج تتبعته منذ بضعة سنوات على احدى القنوات الفرنسية و التي انتقل طاقمها الى وادي السيليكون حيث يدرس أبناء جهابدة GAFAM ( و هي GOOGLE – AMAZON- FACEBOOK ،،،،) و من بين الأمور للمثيرة في البرنامج يتمثل في منع التلاميذ / الاطفال من استعمال اي جهاز Smartphone الذي ينتجه آباءهم . و هنا يكمن مربط الفرس . فهم يريدون مصلحة أبناءهم و بناتهم و هذه المصلحة تقتضي النأي عن استعمال هذه الادوات التي على ما يظهر مضرة . فأطفال الفقراء أضحوا مدمنين على هذه التكنولوجيا التي قيل لنا انها “ذكية” في جعل اطفالنا مدمنين طبعا و ربما حتى الكبار أيضا و أنا واحد منهم على ما يبدو !!!