اعلان
اعلان
مجتمع

سليمة فراجي تكتب..الصحراء دائما وابدا من وحي ذكرى السادس من نوفمبر

اعلان

 

حلول الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء تزامن مع فتح قنصليات افريقية وعربية في الصحراء
نستنتج من هذه المبادرة الدولية ان الركون للحياد والتجاهل من طرف بعض الدول لم يعد مجديا مقارنة مع شرعية قضيتنا العادلة ، و يعتبر تمرير رسالة الى من يهمهم الامرمفاده ان الاقاليم الجنوبية مدمجة في التراب الوطني المغربي بشكل كلي ، في اطار الدينامية الملكية التي ارست نموذجا تنمويا جديدا للاقاليم الجنوبية مكنت من الانخراط في مسار التنمية الشامل للبلاد.

اعلان

واذا كان الشيء بالشيء يذكر فاننا نستحضر خطاب العيون الذي القاه جلالة الملك من العيون بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء سنة 2015 ، والذي اكد فيه ان الجهوية المتقدمة تؤكد وفاء المغرب لالتزامه وتطبيقه على ارض الواقع، ودعا الى نقل الاختصاصات من المركز الى الجهات وبلورة عقد برامج بين الدولة والجهات مع إطلاق برامج ونموذج تنموي خاص بأقاليمه الجنوبية وضمان الامن والاستقرار ، خطاب صرح فيه ان الملك لا يرضى لساكنة تندوف الوضع المزري اللاإنساني والمتمثل في الفقر واليأس والحرمان والخرق الممنهج لحقوقها ، سكان صيرهم البعض غنيمة حرب ورصيد للاتجار غير المشروع ومجرد متسولين للمساعدات الانسانية في الوقت الذي اغتنى فيه الانفصاليون وأصبحوا من ذوي الثراء الفاحش ، الملك دعا في تلك المناسبة الى المزيد من اليقظة للتعريف بقضيتنا العادلة والتصدي لجميع المناورات بصرامة وحزم والدفاع عن الوحدة الترابية ، والحمد لله فإن دعوته الى التعريف بالقضية العادلة ، وادوار الديبلوماسية اسفرت عن فتح اول قنصلية لدولة جزر القمر ليبلغ العدد ستة عشر قنصلية افريقية وعربية تسعة بالعيون وسبعة بالداخلة للتعبير عن دعم مواقف المغرب وقضيته العادلة

استحضر كذلك قرا ر مجلس الامن الصادر بتاريخ 31 اكتوبر 2018 هذا القرار الذي حصل على موافقة الأغلبية المطلقة لاعضاء مجلس الامن الخمسة عشر وامتنعت روسيا مع اعتبار امتناعها حيادا إيجابيا وبوليفيا وإثيوبيا ، والذي قد نعتبره افلاسا سياسيا للبوليساريو ، معتبرا ان طرفي النزاع ليس المغرب والبوليساريو بل المغرب ودول الجوار الشيء الذي يجرد البوليساريو من اي قرار سيادي او سياسي
كما ان دعوة مجلس الامن حاليا الى التوصل الى حل سياسي واقعي وعملي ودائم ، امام الاعمال التخريبية التي تقوم بها عناصر البوليساريو والتصعيد السياسي لقيادتها وعدم احترام ادنى ابجديات التواصل الدبلوماسي في خطاباتها ، يجعل المغرب يتوجه بخطى ثابتة نحو الانتصار لقضيتنا العادلة وووحدتنا الترابية المعتبرة جزء لا يتجزأ من ثوابت الامة
.
منذ خطاب المغفور له الحسن الثاني بتاريخ 16اكتوبر 1975 الى الان لن يتخلى المغرب عن ثوابته التي من ضمنها الوحدة الترابية ، رغم المشاكل الداخلية و المعيقات واعداء الخارج والداخل !
واذا كان البعض ينتقد سياسات الحكومات المتعاقبة ويعتبرها فاشلة او غير مبدعة في ايجاد نماذج تنموية مجدية ، فانه شتان بين الحكومات و الوطن بثوابته والذي يعلو ولا يعلا عليه ، هو مزيج من دماء الأجداد وامانة سلمها الخلف للسلف ، تاج يرصع جبين المواطن الغيور ، ولا يدنس قداسته سوى الأهوج عديم الأصول

ما قيمة الانسان بدون وطن ؟ وبدون تاريخ ؟ ما قيمة الانسان بدون ثروته البشرية وحضارته وموروثه الثقافي النضالي ؟ ما قيمة الانسان المستلب الرافض للمصالحة مع الذات ؟ بل ما قيمة مأجوري الخارج وخونة الأوطان وكل من يقتات ويتسول لاكتساب فتات الأجانب على حساب سمعة الوطن ؟
قد نحتج ضد الأوضاع المزرية وننتقد سياسة احزاب مترهلة ،ونواجه بسياسات حكومية وقرارات لا شعبية ، ونحمل المسؤولية للناخب والمنتخب ، ونطلق صرخات مدوية ضد كل من فشل في تخطي الأزمات وكان السبب في ضرب القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة ، نطالب بالتوزيع العادل للثروات وإيجاد فرص الشغل للشباب ، نطالب بمنظومة تعليمية ترفع الحيف عن المعلم والتلميذ وتكون السبيل الوحيد لاستعادة منظومة القيم الضائعة وحجر الأساس لنموذج تنموي ناجح ، نطالب بتحسين ظروف الاستشفاء ورفع الحيف عن الأطباء ، وقد ابانت ازمة وباء كورونا عن نواقص القطاع الصحي ، نصرخ و نولول لهروب الأدمغة من ابنائنا الذين يسيرون اكبر المشاريع في العالم وعجزوا عن العيش الكريم في الوطن ، نتألم وننتفض ضد الفوارق الاجتماعية وانعدام العدالة المجالية ، وترك جهات منكوبة دون تحفيزات ضريبية ، من حقنا ان نشخص ونحلل ، من حقنا توجيه اللوم لمن يبيع صوته لتجار الضمائر اباطرة المال الحرام ، وتذكيره بان التصويت على من يستعمل المال لاستمالة الناخبين لم يحقق سوى المصالح الشخصية لمشتري الضمائر ،من حقنا المطالبة بتدخل المشرع لتطبيق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وتجريم الاغتناء غير المشروع ، ولكن شتان بين الحكومات والوطن ، بين الأحزاب والوطن ، بين مسؤولين فاسدين او منعدمي الكفاءة والوطن ، الوطن يبقى شامخا بثوابته الأربعة على مر العصور والأجيال ، تاج ابدي أزلي ناوله الأجداد للأحفاد ومسؤولية متوارثة بين الأجيال ، فلنسلم بعظمة وقدسية هذا الوطن وسيادته
سليمة فرجي – برلمانية سابقة

اعلان
اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى