عبر وفد من الشخصيات الفلسطينية متعدد المشارب، أمس الاثنين بالرباط، عن إشادته العالية وتثمينه للدور الكبير للملك محمد السادس، ودعمه الموصول للقضية الفلسطينية ولاسيما الأهالي في القدس من خلال المشاريع التي تشرف عليها وكالة بيت مال القدس الشريف.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن الوفد الذي يضم شخصيات من مرجعيات دينية إسلامية ومسيحية وأساتذة وفنانين ورجال أعمال وشباب، استحضر خلال لقاء جمعه برئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، الموقف المغربي الشعبي والرسمي الثابت إزاء القضية الفلسطينية، مهيبا بالدول العربية والإسلامية “الانضمام الفعلي والعملي إلى جهود المملكة المغربية بغية ضمان تمويل أوسع لوكالة بيت مال القدس بما يمكنها من تغطية العجز المالي الذي تعانيه في مواجهة الحاجيات المتفاقمة للمقدسيين ومساعدتهم على مزيد من الثبات والصمود في وجه الحصار المتعدد الأوجه للاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف البلاغ أن الوفد الذي يزور المغرب للمشاركة في فعاليات اليوبيل الفضي لوكالة بيت مال القدس الشريف، حرص خلال هذا اللقاء على التعبير عن تنديده بمحاولات “التدخل السافر” للبرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية المغربية، وكذا استنكاره لجريمة حرق المصحف الشريف بالعاصمة السويدية ستوكهولم يوم السبت الماضي.
من جهته، أبرز رئيس مجلس المستشارين أن هذا اللقاء الذي جرى بحضور السفير الفلسطيني بالرباط والمدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، يشكل فرصة سانحة للتأكيد على أن علاقة المغرب بفلسطين “ممتدة في التاريخ وتنبني على أسس روحية ووجدانية عميقة وراسخة”.
وشدد ميارة على أن الشعب المغربي، من خلال مؤسسته البرلمانية، لن يذخر أي جهد في الدفاع المستميت عن القضية الفلسطينية “بمواقف عملية وملموسة بعيدا عن الشعارات الجوفاء”، مشيرا في هذا الصدد إلى المبادرات المتنوعة التي يقوم بها داخل الاتحاد البرلماني الدولي وغيره من المنظمات والمحافل البرلمانية القارية والجهوية.
كما جدد ميارة التأكيد على الموقف الرسمي للمغرب المنسجم مع المبادرة العربية والقائم على حق الفلسطينيين في دولة ذات سيادة قابلة للحياة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مثمنا في هذا الإطار الدور الحيوي الذي تنهض به وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من أجل مجابهة المحاولات اليائسة لطمس الهوية الخاصة لهذه المدينة المقدسة، وكذا من أجل دعم صمود المقدسيين ومعانقة همومهم وتطلعاتهم في الحرية والتعبير والاستفادة من الخدمات الأساسية في الصحة والتعليم والاسكان وفي الحقوق المرتبطة بالشباب المقدسي.
وأبرز رئيس مجلس المستشارين أن وكالة بيت مال القدس الشريف تعد نموذجا ناجحا للدعم العملي للفلسطينيين جدير بالتحفيز والمساندة “بعيدا عن الاعتبارات السياسية الضيقة التي تحرك أطرافا معينة”.