منبر24
بعد غياب تجاوز اثني عشر عامًا، عادت الفنانة المغربية العراقية شذى حسون لتجدد العهد مع جمهورها العريض في مهرجان موازين – إيقاعات العالم، خلال أمسية فنية استثنائية على منصة النهضة، عشية أمس الإثنين، ضمن فعاليات الدورة الـ20 من المهرجان.
وأطلت شذى على جمهورها بإطلالة أنيقة وخاطفة، وسط تصفيق حار وهتافات حماسية، لتفتتح حفلتها بدخلة “كناوية” زينت العرض بطابع مغربي أصيل، عكس مدى ارتباطها بثقافة بلدها الأم. وتمازج صوتها الدافئ مع الإحساس العالي الذي لطالما ميز أداءها، ليمنح الحضور لحظات غنائية عابقة بالحنين والتألق.
وأبدعت الفنانة في تقديم مجموعة من أغانيها الخاصة، كما اختارت المزج بين ألوان موسيقية متعددة من المغرب والمشرق والخليج، من بينها “العيون عينيا”، و”على عين موليتي”، و”شاعلها”، و”روح ما بدي غرامك”، و”المغرب يا وطننا”، حيث تفاعل الجمهور معها بحرارة، مرددين كلمات الأغاني في مشهد احتفالي استثنائي.
في المقابل، اعتلى فنان الراب التونسي نوردو المنصة ذاتها، ليُشعل الأجواء بإيقاعاته الصاخبة وحضوره المسرحي اللافت، مقدّمًا عرضًا بصريًا موسيقيًا متكاملاً جمع بين المؤثرات الضوئية والعروض الراقصة والتنقل الإيقاعي السلس.
وبأسلوبه الخاص، أدى نوردو مجموعة من أشهر أغانيه، مثل “يا دنيا” و”عربوش”، التي تحمل رسائل شبابية واجتماعية بلغة قريبة من الجمهور. وقدّم أداءً احترافيًا يجمع بين الطابع الحي للراب ولمسة الإلكترو الشعبي، في تفاعل حيوي مع الحاضرين.
ولم تخلُ إطلالته من المفاجآت البصرية والإيقاعية، إذ قدم عرضًا مدروسًا ومُحكم الإخراج، مزج فيه بين الغناء والحركة والتفاعل المباشر، عاكسًا نضجًا فنيًا وتجربة ناضجة على ركح المهرجانات الكبرى.
وتتواصل فعاليات مهرجان موازين – إيقاعات العالم، الذي يُقام من 20 إلى 28 يونيو تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويقدّم هذا العام برنامجًا حافلًا يُرضي جميع الأذواق، مستقطبًا نخبة من أبرز النجوم العرب والعالميين.
ويُعد “موازين”، منذ انطلاقه سنة 2001 بمبادرة من جمعية مغرب الثقافات، من أبرز التظاهرات الفنية العالمية، إذ يُصنّف كثاني أكبر مهرجان موسيقي في العالم، بعدد جمهور يفوق مليوني متفرج في دوراته الأخيرة، ويجعل من الرباط وسلا مسرحًا للفن والفرجة والانفتاح الثقافي.
