
منبر24
أكد المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، أن الاستشراف لم يعد مجرد إسقاط للاتجاهات، بل أصبح موقفًا فكريًا وإطارًا للتفكير الجماعي، وأداةً حيوية في خدمة اتخاذ القرار، وذلك خلال افتتاحه لندوة دولية نُظمت، أمس الأربعاء بالرباط، حول “الاستشراف والذكاء الاستراتيجي: تآزر في خدمة سياسات التنمية بالمغرب”.
وأوضح بنموسى أن الاستشراف يجب أن ينبني على بيانات قوية وتحليلات متقاطعة وذكاء جماعي، مشددًا على أن الذكاء الاستراتيجي ليس فقط أداة تحليل، بل نظام متكامل للمراقبة والتنسيق لاستباق التغيرات وتحويل الإشارات الضعيفة إلى فرص للتنمية.
وأبرز أن هذا التوجه يجب أن يُراعى في أفق الجهوية المتقدمة، من خلال تطوير “ذكاء ترابي” يضع الخصوصيات الجهوية في صلب السياسات، ويساهم في تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.
من جهته، دعا قيس الهمامي، مدير مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي، إلى اعتماد مقاربة تشاركية واستباقية لبناء المستقبل بشكل جماعي، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون الدولي ووضع منهجيات وأدوات مشتركة تواكب تحولات العالم.
وقد تميزت الندوة بتوقيع عدة اتفاقيات استراتيجية بين المندوبية السامية للتخطيط وشركائها الوطنيين والدوليين، تهدف إلى تعزيز القدرات في مجال الاستشراف والحكامة والتنمية المستدامة، وتكريس التزام المغرب بمواكبة التغيرات العالمية برؤية استباقية.
الندوة، التي تنظمها مدرسة علوم المعلومات بشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية، تأتي في سياق تخليد الذكرى الخمسين لتأسيس المدرسة، وتتضمن جلسات وورشات تناقش موضوعات مثل: الاستشراف والتنافسية، الاستشراف والرفاه، وحكامة عمومية قائمة على الاستباق.