استسلمت واحة تيغيرت بمدينة فم الحصن بإقليم طاطا، ومعها فلاحو المدشر لشبح الجفاف الناتج عن زراعة البطيخ الأحمر، مما خلَّف آثار سلبية انعكست على غطائها النباتي ومعيشها اليومي.
علي من سكان الدوار، تأسف في اتصال له بالجريدة على الواقع المرير الذي أضحت واحته عليه، خطارات نضبت وسواقي جفت، وأشجار نخيل ذبلت تشكو ويلات ندرة مياه السقي التي امتصتها هكتارات البطيخ الأحمر في مدة قصيرة لا تُضاهي سنوات من سقي مغروسات فلاحي المنطقة منذ مئات السنين.
وأضاف المتحدث أن الواحة تموت أمام أعين المسؤولين، دون اتخاذ أي إجراء فعلي على الأرض يضمن الأمن المائي والغذائي للأجيال المستقبلية ، بالرغم من اقتناعهم أن هذه الممارسة تُهدد الاستقرار بالمنطقة المعروفة بقلة تساقطاتها طوال السنة.
صور الواحة التي حصلت عليه الجريدة، تُظهر مستوى الجفاف وحافة انهيار واحة تيغيرت البعيدة عن مركز فم الحصن بقرابة السبعة كيلومترات؛ وهي نموذج من بين عشرات الواحات التي تعاني ولا تزال من الجفاف (واحات دائرة أقا، واحات دائرة فم زكيد، واحات دائرة طاطا …)؛ لكنها تنفست الصعداء في وقت متأخر بعد إصدار الحكومة قرار منع زراعة البطيخ الأحمر في تراب الإقليم.
ويتساؤل فاعلون مدنيون بالإقليم عن مدى وقْعِ قرار المنع السالف الذكر على واقع واحات الإقليم ، أم سيتمكن المستثمرين بالمنطقة من الالتفاف عليه ويسوقون ذرائع لاستكمال قطرات الماء المتبقية للأجيال المستقبلية.
