عمل المغرب منذ وقوع الحالة الأولى للسيدة التي اكتشف أنها مصابة بفيروس كوفيد 19 كورونا، وهو يستبق الأحداث من خلال خطة استباقية حيث أغلق مجاله الجوي نهائيا من 15 مارس 2020، هذا يعني أن 30 مارس سيكون تاريخ ظهور آخر حالة حاضنة للفيروس واردة من الخارج، وهذا سيكون من الطبيعي خلال هذه المدة ارتفاع عدد الحالات سواء القادمة او المخالطة…
فلا يعقل أن الأطباء ورجال الأمن والدرك والقوات العمومية… ولا ننسى حماة البيئة عمال وعاملات النظافة يتحملون الضغط وبرودة الطقس ليلا، يرابطون في مواقعهم، حفاظا على سلامة المواطنين وتطبيقا لأوامر الدولة…هم أشخاص مثلنا ولهم اكراهات وربما يخاطرون بحياتهم… فيستلزم منا مساعدتهم لتنظيم عملهم خصوصا في هذه الفترة العصبية…
فتحية لكل المواطنين والمواطنات صغارا وشبانا وشيوخا الذين التزموا بالإجراءات الاحترازية… للحد من انتشار هذا الفيروس، في ظل تناسل أخبار عن أرقام مرعبة عنه في دول الجوار بل وعبر العالم، الدولة استبقت الوضع وتعمل بكل قوتها للحد والقضاء على تفشي هذا الوباء، فحين أن البعض يرفض الانصياع لما يخدم مصلحته ومصلحة وطنه.
ويجب أن نشير أن هذا السلوك المتحضر، الذي تبناه المغاربة، هو نتيجة الحملات التوعوية، من خلال كل أجهزة الدولة، والجمعيات والمنظمات وكل الغيورين عن الوطن، إن ما شهدناه من مسيرات في مدن طنجة وفاس وسلا، والشعارات التي رافقتها، تحز في النفس، وتؤكد أن بعض الناس يعيشون في براثين الجهل، وأن الفكر الخرافي مازال منتشرا في صفوف شباب مدننا، والذين من المفترض أن يكونوا، السباقين إلى توعية العباد، رجالا ونساءا.
تستلزم مرحلة ما “بعد كورونا” طرح سؤال عريض حول المدرسة العمومية وغاياتها وأهدافها، وفتح نقاش عمومي حولها.. وتقييم برامج محاربة الأمية التي استنزفت مالا يسيرا، دون فائدة ملموسة… وتجفيف جميع منابع الفكر الخرافي، والتشديد على مروجيه..
من تداعيات المرحلة واحترازيتها تعليق التعليم إلى أجل إلى زمن غير مسمى قد يكون قريب وقد يأخذ شهورا أخرى، وهنا نستحضر حجم معاناة أولياء أمور التلاميذ نتيجة تعليق الدراسة خاصة على مستوى المدن؛ لأن أغلب الأمهات والآباء موظفون أو عمال أو لهم مشاريع تجارية وأبنائهم يقضون وقتهم في المدرسة، هذا التعليق الذي فسر لدى عدد كبير من الناس بالخطأ، فمنهم من ظن أنها عطلة مفتوحة إلى أجل غير مسمى وأعلنوا بسبق غير مبرر أن السنة الدراسية تمضي إلى سنة بيضاء، رغم أن الوزارة المعنية تعلن عبر إعلاناتها وعبر بلاغاتها أنها قررت توقيف الدراسة في المدارس والمؤسسات وليس توقيف الدروس فالأمر لا يتعلق بعطلة دراسية مما يعني أن الدروس ستستمر بالنسبة لجميع المستويات والفصول الخاصة بالكليات والمعاهد عبر تقنية التعليم عن بعد بكل التقنيات المتاحة لتحقيق الأمر.
فلوحظ سلوكيات خاطئة من قبل خروج الناس كما لو أنها عطلة، ومنها من كان يغادر منصات الافتراضية لتعلم عن بعد (الواتساب) بدون مبرر متحججا بذريعة أن الكل سينجح في ظل سنة استثنائية، وهنا يطرح سؤال عن منهجية التعامل مع التعليم عن بعد، كسيناريو مرتقب تبعا للوضع الصحي بالمغرب.
اقتربت من انهاء الجزء الأخير (الجزء الرابع عشر) من تجربة عيش القرن 21، في زمن (الكورونا) حيث سينشر الأسبوع المقبل، واشكر بالمناسبة جريدة المنبر 24 الإلكترونية على نشرها كل المقالات، ولكل من يدعموني ويشارك مقالاتي على صفحته.