يعتبر هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعا في العالم ، وهو للكاتب العالمي الشهير ” جون جراي” المعروف بخبرته التي ينقلها عبر كتبه، خاصة فيما يتعلق بمجال العلاقات التواصلية و معالجة المشاكل الأسرية.
فمن خلال هذا الكتاب يستعرض ” جون جراي” أهم النماذج التي تعكس سنوات من الإستشارات الناجحة للأفراد المتزوجين، و يبرز كذلك كيف ساعد الكتاب الملايين من الأشخاص على تحويل علاقاتهم من الأسوء إلى الأفضل ، و ذلك من خلال إدراك إختلافاتهم فعليا و كذلك من خلال فهم كيفية التواصل بطريقة لا تثيرالصراعات و تخلق الحميمية في كل فرصة ممكنة.
حيث يفتتح ” جون جراي” كتابه هذا بالإشارة إلى أن الكتابة ليست حكرا على الأدباء و المفكرين فقط، بل حتى أصحاب التجارب و العلاقات الشخصية الناجحة يستطيعون تأليف كتب قابلة للقراءة بنجاح.
و تجذر الإشارة بأن الكتاب يتألف من 13 محورا و تم تقسيمه على حوالي 400 صفحة، و أهم ما يميز تلك المحاور هي نوعية المصطلحات و تركيبة الجمل و العبارات المستخدمة ، و كيف أن الكاتب كان بارعا و مبدعا في إطلاق بعض الألقاب الخارقة على كلا الجنسين (الرجل ” بالسيد الخبير ” و المرأة بلجنة تحسين البيت” )، إلى جانب التشبيهات و التعبيرات المجازية المعتمدة لإيصال المعنى بطريقة خرافية، كتشبيه الرجل بالأحزمة المطاطية و المرأة بالأمواج، و يغوص بعد ذلك في محاور أخرى لا تقل أهمية و رونق و جمالية عما سبق، و منها ما يتعلق بكيفية إستكشاف الحاجيات العاطفية المختلفة لكلا الجنسين، و أهم الطرق و الأساليب المعتمدة لتفادي الشجارات و المجادلات التي يمكن أن تحدث بين الشريكين.
و ينقلنا بعد ذلك إلى المحور المتعلق بكيفية إنتقال المشاعر السيئة للآخرين و العكس صحيح، بالإضافة إلى إستعراضه لأهم السبل و الطرق التي يمكن إتباعها لطلب الدعم و الحصول عليه، و يختتم المؤلف بمحور في غاية الأهمية و هو المرتبط بكيفية الإبقاء على سحر الحب حيا بين الطرفين .
و لعل من أبرز الجمل التي تكررت في الكتاب، و التي تلخص في الوقت ذاته مضمونه و محتواه الجملة التالية ” في يوم ما تقابل أهل المريخ و أهل الزهرة ووقعوا في الحب و أقاموا علاقات سعيدة معا لأنهم احترموا اختلافاتهم و تقبلوها، ثم هبطوا الى كوكب الأرض و أصيبوا بالنسيان : نسوا أنهم من كوكبين مختلفين”، و من هذه الجملة بالتحديد يبدأ التحليل و النقاش، فهدف الكاتب هو أن يفهم و يستوعب كلا الطرفين
أنهما من عالمين مختلفين، و لكي يستطيعا النجاح و الإستمرار معا، لابد من تقبل ذلك الإختلاف القائم بينهما و احترامه.
و لعل ما ساهم في نجاح هذا الكتاب هي تلك الخلاصات و الإستنتاجات الواردة فيه، خاصة و أن “جون جراي” كان حريصا بعد كل محور على وضع أهم ملاحظاته و التي غالبا ما تكون على شكل نصائح مصغرة و رسائل مبطنة، و لكن بشكل مبسط و أكثر وضوحا و مفهومية لدى المتلقي، إلى جانب الإعتراف الصريح و المباشر ، و الرسائل المتكررة التي كان يرسلها الكاتب لزوجته ” بوني جراي” ، و كيف انها شكلت بفضل حكمتها و قوتها و صبرها إلهاما قويا له و ساعدته على أن يصبح في حال أفضل بكثير مما كان عليه.