النبض الإنساني ريان، ملحمة غمرت منصات التواصل الاجتماعي، وقضية تركت تضامنا ترك عبارات الأسى والحزن العميقين على تدوينات وتغريدات الآلاف من المغاربة من مختلف الأعمار و الأوساط والفئات مرفقة بصورة الشهيد الذي شاءت إرادة الله تعالى أن يلبي داعي ربه ،راضيا مرضيا، جراء حادث سقوطه المأساوي في بئر بعمق 32 مترا.
وسط هستيريا من الدعاء والمشاعر الجياشة، عبر المغاربة من مختلف الأطياف عن تفاعلهم مع قضية الطفل ريان وكأنهم جسد واحد، حينما نجحت فرق الإنقاذ في انتشاله بعد جهود ملحمية وصلت الليل بالنهار على مدى خمسة أيام، والتفافهم المثير للإعجاب، ومؤازتهم اللامحدودة لأسرة ريان في لحظة قرح وألم،كانت محط تقدير واحترام ، على نطاق واسع، من قبل مرتادي الشبكة العنكبوتية الذين توحدت تعاليقهم في الإشادة بأصالة الشعب المغربي وتلاحمه وحسه الانساني المرهف ووقوفه صفا واحد في الأفراح كما الأتراح.
تفاعل المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي ( فيسبوك، تويتر ، انستغرام، وغيرها) وإن وسمه التأثر برحيل ريان الذي كانوا يعقدون الأمل على انتشاله حيا يرزق، وازاه عرفان كبير بالجهود المضنية التي بذلتها مختلف السلطات وفرق الإنقاذ منذ الوهلة الأولى لوقوع الحادث الذي حظي بمتابعة إعلامية منقطعة النظير وحبس أنفاس الملايين من المتعاطفين عبر أرجاء المعمور، بعد سباق مع الزمن لإنقاذه وتمكنوا من إنجاز عملية بالغة التعقيد والدقة للوصول إليه وانتشاله من البئر، فصار أب ريان والد المغاربة جميعا، ووالدته أمهم، وبعض من فرق الإنقاد من قبيل الرجل علي الملقب بالصحراوي عم الشعب المغربي ككل.
وبالنسبة لرواد شبكات التواصل الاجتماعي فإن الباعث الأكبر على الاعتزاز بالجهود التي بُذلت والوسائل التي سُخرت، رغم الاكراهات المرتبطة بالطبيعة الجيولوجية الهشة لموقع الحادث، يتمثل في متابعة صاحب الجلالة الملك محمد السادس عن كثب، لتطورات هذا الحادث المأساوي، حيث أصدر تعليماته السامية لكل السلطات المعنية، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لإنقاذ حياة الفقيد.
وعلى إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان اورام، أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله، اتصالا هاتفيا مع السيد خالد اورام، والسيدة وسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في بئر.
وبهذه المناسبة المحزنة، أعرب جلالة الملك، نصره الله، عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء، في فقدان فلذة كبدهم.
كما عبر جلالته عن تقديره للجهود الدؤوبة التي بذلتها مختلف السلطات والقوات العمومية، والفعاليات الجمعوية، وللتضامن القوي، والتعاطف الواسع، الذي حظيت به أسرة الفقيد، من مختلف الفئات والأسر المغربية، في هذا الظرف الأليم.