شكل كتاب “قوانين الإعلام بالمغرب، من مدونة الصحافة والنشر إلى أخلاقيات المهنة” محور الصالون الأدبي الثقافي الذي احتضنه فضاء “كابريس”، بمدينة أكادير، خلال حفل توقيعه من قبل مؤلفه سعيد أهمان، ليلة الجمعة/السبت 14 ماي الجاري، والذي رعته جمعية “ملتقى إيزوران نوكادير”، بحضور عدد من الأساتذة الجامعيين والإعلاميين والحقوقيين والفاعلين المدنيين بالمدينة.
وفي كلمة له، اعتبر محمد باجلات رئيس جمعية “ملتقى إيزوران نوكادير”، أن إقدام هيئته المدنية على احتضان حفل توقيع الباحث سعيد أهمان تتأسس على احتضان مبادرات كفاءات وطاقات المدينة، عاصمة المملكة، من جهة، ومن جهة ثانية لقيمة المؤلف العلمية والأكاديمية البحثية التي تعد مرجعا للمحامي والحقوقي والباحث والصحافي في قانون الاعلام، خاصة الصحافة الورقية والإلكترونية، شاكرا لمحتضن هذا الفضاء الأدبي الثقافي على عفويته في التجاوب مع الهيئة لاحتضان هذا الحدث.
بدوره، نوه الحسين بكار السباعي، المحامي بهيئة أكادير والحقوقي باللجنة الجهوية لحقوق الاسنان بجهة سوس ماسة، في قراءة نقدية للكتاب، بالعمل الذي باشره المؤلف، حيث رصد قوانين الاعلام بشقيها المكتوب والإلكتروني، لتشكل مرجعا للمحامي والحقوقي والقاضي والأكاديمي والطالب والباحث، تم بسط مسار كل قانون والتغييرات التي طرأت عليه، سواء القانون 13.88 والقانون 13.89 والقانون 13.90 بشأن مدونة الصحافة والنشر، من قانون الصحافة والنشر إلى المجلس الوطني للصحافة، والنظام الأساسي للصحافيين المهنيين، مرورا بالاتفاقية الجماعية للصحافيين المهنيين، ثم دليل الوساطة في الصحافة والنشر.
وأكد المحامي الحقوقي الحسين بكار السباعي، في مداخلته، على أن “ما لمه كتاب قوانين الاعلام يسر على الممارس والحقوقي والمشتغل في جهاز العدالة تجميع هاته النظم والقوانين، وتقديم سيروتها القانونية والتعديلات التي قاربتها، فضلا عن تقديمه في حلة أنيقة تسهل على القارئ والباحث استثمار”.
من جانبه، أفاد الصحفي عز الدين فتحاوي، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، بأن الكتاب يرصد لقوانين الصحافة الورقية والالكترونية في جزأه الأول، كما قدم لذلك المؤلف، ويجمع بين ثنايا هاته القوانين في تبويب سلس، صدره بسياقات كل واحد ومساقاته، والتغييرات التي طالته، حتى صار اليوم قانونا يؤطر المهنة”.
وسار الإعلامي فتحاوي، في تعليقه على الإصدار الجديد، بكون “مهنة الصحافة على وجه الخصوص والإعلام عموما تحتاج إلى إنتاج مهني أخلاقي ذي مسؤولية، رغم التشريعات والقوانين التي تسيجها، وسط تحدي أكبر وهو أخلاقيات المهنة، الذي صارت اليوم ديدن الفاعلين والمهنيين على حد سواء، تساءل مدى تطبيق القانون واحترامه، وهي أس العمل الإعلامي برمته”.
أما مؤلف الكتاب سعيد أهمان، فقد بسط تساؤلات ثلاث نشأت من مشروع فكرة الإصدار: وهي كيف؟ ومن أين نبدأ؟ وماذا سنقدم من إضافات؟، كانت أنين الإصدار قبل نحو ثلاث سنوات، فتم الاشتغال على مشروع هذا الإصدار، في شقه الأول، بقوانين الاعلام المرتبطة بالصحافة الورقية والالكترونية، تحكمه أهداف ثلاث”.
ومن الأهداف التي رصدها المؤلف سعيد أهمان، أولها توثيقي رصيد لكل هاته القوانين ليلمها في ثنايا إصدار ورقي تفيد كل ممارس وفاعل ومهتم بالحقل الإعلامي، وثانيها تخصص هذا الإصدار الورقي في الصحافة الورقية والالكترونية دون السمعي البصري تتيح لكل باحث ومهتم وفاعل كل ما يهم تنظيم هاته المهنة ويؤطرها، وثالثها ذي بعد استشرافي حتى يكون طموحنا الجماعي التوجه نحو صحافة حرة ذات مصداقية بمسؤولية واتزان، تسهم في منتوج راق لغة وصورة وتحريرا وأجناسا. وهو الطموح الذي ما يزال ديدن المهنيين والفاعلين والباحثين، خاصة وأن زمن “كورونا” عرى على هشاشة المقاولة الصحافية في المغرب، وسط تحديات ما يزال المهنيون يئنون منها إلى اليوم، سواء على مستوى الأجور أو ظروف الشغل أو البحث عن المعلومة وغيرها من المطبات التي تجعل أشواق المهنة تعتريها أشواك كثيرة، رغم كل القوانين المنظمة للقطاع”، بحسب تعبير المؤلف سعيد أهمان.
وشكلت المناسبة، لعدد من الفاعلين والمتدخلين لإثارة قضايا ما تعيشه الصحافة المغربية من إكراهات تعوق إنتاج إعلام مهني رصين، أمام التدفق الإعلامي والإمكانيات اليت تحاصر المقاولة الصحفية، رغم كل القوانين التي صدرت بعد دستور 2011، وعلى رأسها مدونة الصحافة والنشر بقوانينها الثلاث.
وقبل حفل توقيع المؤلف لإصداره الجديد، قدمت جمعية “ملتقى إيزوران نوكادير”، في شخص رئيسها محمد باجلات، تذكارا للمحتفى به سعيد أهمان، عربون شكر ووفاء على إنتاجه البحثي في الإعلام في سياق المبادرات الرصينة المميزة التي تباشرها الهيئة من أجل تشجيع كفاءات المدينة وطاقاتها، لأن أكادير هي عاصمة وسط المملكة فتحت فيها أوراش جديدة ينبغي أن تشجع وتواكب وتنمى، وفق تعبير الفاعل المدني باجلات.
كما جرى بالمناسبة، الاحتفاء بالدكتور عبد السلام فزازي، أحد قامات البحث العلمي بالجامعة المغربية، الذي تسلم تذكارا بالمناسبة، لما راكمه من خبرة ورصيد وتجربة لعقود في البحث الأكاديمي والجامعي وفي تأطير طلاب سلك الدكتوراة بجامعة ابن زهر، خاصة في تخصص الإعلام والهجرة والخطاب وحقوق الإنسان.