اعلان
اعلان
مقالات الرأي

كاريزما البراح في أعراس قرى المنطقة الشرقية

اعلان
اعلان

 

حتى حدود تسعينات القرن الماضي لا تجد عرسا في القرية إلا و يتم تأثيثه بفرقة موسيقية تقليدية تسمى ” الشيوخ ” أو ” العرفة ” بتسكين الراء حسب المناطق و تتكون غالبا من ” شيخين” يتقنان آلة ” البندير ” و عازف على آلة ” الغايطة” و” شيخين ” يتقنان آلة ” الكصبة ” و عازف على آلة “الكلال” ( زعما percussionniste و داك الشي) و من ” شيخ” مغني يتحف الضيوف ليلا بأغاني تابعة ل” شيوخ” كبار أغلبيتهم من الغرب الجزائري من قبيل الشيخ الجيلالي التيارتي و لحبيب ولد زليفة و الشيخة الريميتي و الشيخة الجنية الحقانية بنت سعيدة و الشيخ بوطيبة السعيدي و المير الطيب و غيرهم. تبدأ الرقصات الفلكلورية نهارا على إيقاع النهاري و لعلاوي و المنكوشي ….الخ. أما الأغاني فتقدم ليلا و يقوم بتنشيطها شخص استثنائي ذي صوت جهوري مجلجل يسمى ” البراح” الذي يقطع الأغنية بطريقة غريبة عندما يتلقى ” غرامة ” من قريب العريس ليبدأ ” أهلو ، أحبابو ، يا جيرابو : هاذي 100.000 فرنك هدية و غرامة من عند فلان أو علان لمولاي سلطان …. لينبري في مدح مول لغرامة و يرجعه بطلا خارقا و شخصا كريما لا مثيل له!!!! ليختم بالديسك /الأغنية التي طلبها مول لغرامة من المغني و يطالب النساء بالزغاريد ( في خاطر الزعراتات إلى يكعدو الميل) . هؤلاء النساء يكن غائبات وراء المشهد في مجتمع ذكوري بإمتياز يهمش المرأة و يعتبرها ” ديكورا” يؤثث الفضاء. غالبا ما يكون البراح جد ذكي و يلتقط تناقضات المجتمع و يدفع في تأجيجها من قبيل الصراعات القبلية أو الاختلافات إبان المحطات الانتخابية. ف”التبريحة ” الواحدة يأخذ منها ” الشيوخ ” غالبا 20 درهما ، و اي تأجيج من طرف البراح معناه مزيدا من ” التبراح ” و بالتالي مزيدا من ملأ خزينة الشيوخ و هذا ما يدفع البراح إلى تشجيع ” الضيوف ” إلى تصريف اختلافاتهم او إبداء رأي أو التعبير عن احتجاج بشكل علني و أمام الملأ. بعض المرات ينتهي الحفل بصراع بالتبراح بين شخصين أو أكثر. التعبير عن العواطف يكون ايضا حاضرا من خلال مطالبة احد المدعوين – عبر البراح – المغني بديسك يوحي بأن المعني متيم و غالبا يكون الخبر ساريا بين أبناء القرية. بعض الأغاني المطلوبة تميل إلى الإباحية و تنتفي فيها شروط الحشمة و الوقار و المجتمع المحافظ و غيره .في بعض الأحيان الملاسنات بالوكالة عبر البراح تنتهي بعراك أو شجار مباشر يغمره السب و الذم و بفرار ” الشيوخ” . مرة احتج أحد البراحين بطريقة لبقة على قيمة التبريحة التي لم تكن تتجاوز خمسة دراهم معلنا نهاية الحفل :” الله يخلف آ الشرفة و ميا قليلة ” . و ديها يا الشيح و الريح حتى لعندكم وطيح .

اعلان

 

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى