اعلان
اعلان
مقالات الرأي

لاشيء يدعو للحياة…”الحسين ايت بها” يكتب عن الجنوب الشرقي

اعلان

لا شيء يدعو للحياة في هذه البلدة، القابعة في الجنوب ، كل شيء أصبح فيها ميت، جفاف كبير يبس معه النخل والشجر، و جف الوادي الذي كان أمل وحياة أهالي البلدة، هاجر معظمهم وتركوا هذه القرية منذورة لمصيرها المحتوم، أراضي تركت ومبان هجرت، فأصبحت خرابا ترثي أهلها الراحلين، هاجر الجميع للبحث عن منافذ عيش تضمن لهم الاستقرار، ولم يبق منهم سوى القليل، مخلفين وراءهم ذكريات طفولتهم الحزينة والبئيسة، يتذكر معظهم كيف كانوا يعيشون أواخر تسعينيات القرن الماضي كيف كانت الحياة بهيجة مع فيض وادي درعة، بنخيله وأشجاره ومياهه و تلاله و سموشه الجميلة، رغم شدتها،

كان الصبيان يلعبون ويسبحون في الوادي في المساء وهم عائدون ينزلون للسواقي ويلتقطون البلح المتساقط من نخيله، ثم يعرجون على الحقول المجاورة يتسللون إلى الضيعات ويسرقو منها بعضا من الطماطم و الرمان، والخضر والفواكه، في غفلة من صاحبها، وإن حدث أن تم الامسام بهم يضربهم ضربا مبرحا.

اعلان

لا شيء يدعو للحياة في هذه القرية، يبس كل شيء تقريبا، تطلع الشمس ذابلة تعيسة حزينة على الكثبان الرملية، الحيوانات تنفق وتموت جوعا، لتصبح جثثا عفنة ترمى في الخلاء للكلاب والذئاب الليلية.

القادمون من هنا جوعى وعطشى حتى الموتء يحملون نعهم غصة فقدهم لأراضيهم وأهليهم، وذكرياتهم الطفولية التي تركوها هناك، لاشيء يذكرهم بقريتهم سوى الجدران الطينية المتٱكلة والدروب والبطاح التي لطالما جالوا فيها. وأصبحت جزء من ذاكرتهم المتعبة.

اعلان
اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى