اعلان
اعلان
مقالات الرأي

لماذا تستعمل الجزائر ورقة الغاز الطبيعي ؟

اعلان
اعلان

 

تعرف العلاقات الإسبانية – الجزائرية تدهورا غير مسبوق بعد دعم مدريد طرح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية الذي يتبناه المغرب بإعتباره الحل الوحيد الذي يضمن السيادة المغربية، و يبعد قوى دولية كبرى للوصول إلى المحيط الأطلسي و منها روسيا، و من تمظهرات هذا التوتر اعتبار مدريد أن الحصة الموجهة إليها من الغاز الجزائري لاتمس و لا توجه إلى أي طرف و غير ذلك على حسبها تبقى مجرد نقاشات عقيمة ، و تهديد الجزائر العاصمة بوقف إمداد إسبانيا بالغاز الذي يصل إلى 13 مليار متر مكعب بما يمثل حوالي 50./. من حاجيات مدريد. و تتهم الجزائر اسبانيا ببيع فائضها إلى طرف ثالث و تعني بذلك المغرب دون الإشارة إلى ذلك صراحة. و في هذا الصدد تشير بعض التقارير الصحفية من شبه الجزيرة الإيبيرية إلى أن وزير الخارجية الجزائري لعمامرة رفض الإجابة على مكالمة هاتفية على نظيره الإسباني ALVARES يوم 23 أبريل الماضي مما دفع ب Josep BORELL الممثل السامي للسياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي للتدخل بين الطرفين لرأب الصدع حيث عقدا لقاء بينهما بقطر يوم 26 أبريل الماضي. و تراهن مدريد على عدة اطراف أوربية للتدخل و منها فرنسا لجعل الغاز مسألة تجارية محضة بعيدا عن الجانب الجيوسياسي، و هكذا سربت مدريد معلومات إلى الصحافة الفرنسية حول تداعيات الملف لتبنيه من طرف قصر الإليزي بحيث يستعد الرئيس الفرنسي للقيام بزيارة رسمية إلى الجزائر و الإلتقاء مع الرئيس تبون ليطرح عليه وساطة بين البلدين و يستغل ماكرون هذه الورقة في عهدته الثانية لإعادة سيادة فرنسا على جنوب المتوسط بعد فقدانها عدة أوراق منها انسحاب قواتها من مالي ، و دور باريس الباهت في الأزمة الأوكرانية و غيرها. و هي فرصة لإعادة تموقع فرنسا في الخريطة الجيوسياسية الدولية. لكن الجزائر لن تبقى مكتوفة الأيادي، فهي لا تريد سمسرة لغازها، و تتماهى مع الخيار الروسي في الضغط على أوروبا بحيث قامت موسكو بوقف الغاز على بولندا و هنغاريا و اشترطت التعاملات في البيع بالروبل وهذا ما وافقت عليه برلين التي تستفيد بأكثر من 40./. من الغاز الروسي، و هذا قد يدفع الجزائر العاصمة إلى التعامل في البيع بالدينار الجزائري أو الدينار الرقمي، و هذا خيار فرضته روسيا ما بعد الأزمة الأوكرانية لإستثمار الغاز كورقة جيوسياشية لإنتزاع عدة أوراق سياسية. و تعتبر مدريد أن بيع فائض الغاز لطرف ثالث هو خيار سيادي عبر البورصة، و أنها تقتني الغاز المسال من عدة دول منها الولايات المتحدة، و بما أن المغرب لا يمتلك بنية تحتية لاستقبال هذا النوع من الغاز فإن مدريد تصدره إلى الرباط عبر أنبوب الغاز الجزائز أوروبا الذي توقف برغبة جزائرية بعد انتهاء العقدة التي دامت 25 سنة. و قد تلجأ الجزائر إلى التحكيم الدولي في استغلال الأنبوب بطريقة عكسية ما دامت هي طرفا في ملكية الأنبوب و في العقدة.و تحرص مدريد على تأمين الطاقة للمغرب خدمة لمقاولاتها المتواجدة هناك والتي تفوق 800 وللشراكة بين البلدين. و تضغط الجزائر على مدريد من خلال دعم المعارضة الإسبانية لأنها تعتبر أن الغاز موجه إلى الشعب الإسباني و هي تفي بتعهداتها تجاهه لذا فهي تراهن على تأليب الشارع الإسباني ضد الحكومة رغبة في صعود حكومة جديدة خلال الانتخابات القادمة يمكن أن تغير من موقفها من ملف الصحراء المغربية و في حالة فقدانها الأمل فإنها ستلتجئء إلى إيطاليا لتعويض إسبانيا في الحصة التي تبيعها الجزائر من الغاز الطبيعي.
لقد كرست روسيا وضعا جيوسياسيا و جيواقتصاديا في استثمار الغاز كطاقة زرقاء في الصراع الدولي لا تعرف مآلاته، و هذا يكرس عالما غير مستقر و مقبل على انفجارات لا تحمد عقباها.

اعلان

 

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى