يمتلك المتتبع العادي لكرة القدم العالمية قناعة مفادها أن الفرجة في كرة القدم صنعتها بلاد السامبا البرازيل منذ ثلاثينيات القرن الماضي إبان أول كأس عالمية، لكن الماكينة الألمانية آمنت منذ الثمانينات بالقوة البدنية وبالتكتيك، و تزامن هذا بتراجع الكرة البرازيلية الشيء الذي دفعهم إلى إرسال اللاعبين إلى أوروبا لإكتساب الخبرة التكتيكية و القوة البدنية، و عاد فريق السيليساو بقوة مع لاعبين اقتحموا أعرق الأندية الأوروبية كبرشلونة و ريال مدريد و غيرهم من قبيل روماريو و رونالدو و ريفالدو و سوكراطيس ونيمار و اللائحة طويلة. هذه شروط موضوعية للتباري الحقيقي في إطار بطولات قوية تفرز ندية و مستويات عالية من الأداء.لكن ما لا يجب أن ننساه هو صناعة النجوم الكروية التي تقف وراءها آلات إعلامية كبرى تدعمها شركات عابرة للقارات ك Nike و Adidas و Reebook و Coca Cola و غيرهم تعتمد على هؤلاء النجوم لتسويق منتجاتها.و تشترط أن تكون جنسية هؤلاء اللاعبين من أوروبا و من أمريكا اللاتينية خدمة لأهدافها. أتذكر في إحدى كؤوس العالم التي كان فيها رونالدو البرازيلي في قمة عطاءه و كان يعاني من توعك في رجله، فقد خشيت الشركات التي كانت تعتمد على ترويج منتجاتها من توقفه عن اللعب جراء اصطدام محتمل مع لاعب خصم، فضغطت على الفيفا قصد إعطاء الورقة الحمراء لكل عرقلة و لو كانت ذات طابع حفيف. فالكرة ليست لعبا في الميدان يعز فيه المرء أو يهان، بل صناعة نجوم يمتلكون القوة البدنية و التكتيك الميداني و دوريات قوية و إعلام يقف وراءهم. أما بالنسبة لنا كعرب أو كأفارقة فبطولاتنا الوطنية بئيسة و غالبا ما تسير بشكل هاو على شكل جمعيات تستعطف السلطات و المنتخبين و المحسنين للدعم و لم تنتقل إلى الإحتراف على شكل مقاولات منتجة لفرص الشغل . لكن ما يثير الاستغراب أن تجد نجوما من العيار الثقيل تابعين لإحدى الدول الإفريقية او العربية في الفرق الأوربية الكبرى و يقدمون مستويات عالية و عندما يجتمعون في فرقهم القومية تجدهم غير منضبطين و متصارعين و متبادلين للتهم و في بعض المرات قد تصل بهم الجرأة إلى الإحتجاج مبتعدين عن الخيار الإحترافي. و هذا مشكل كبير بالنسبة للعقلية الإفريقية المنضبطة في بلاد أوروبا و المخالفة لذلك في بلدانها. فالإشتغال يجب أن يبدأ على كل الواجهات البدنية و التكتيكية و النفسية و الإنخراط في صناعة النجوم الذي يدعمها اقتصاد قوي و شركات عابرة للقارات. فالامور معقدة و متشابكة .و إلى ذلك الحين ستبقى فرقنا القومية تنشط الأدوار الاولى من هذه البطولات حتى تعطى الشرعية لهذا الكأس ليسمى “كأسا عالميا” .