اعلان
اعلان
ثقافة وفن

أهمان : إشارات هادئة في العثرات العشرة لمهرجان تيمتار بعد 17 دورة

اعلان

شهدت مدينة أكادير قرابة عقدين من الزمن تنظيم مهرجان تيمتار، الذي يستضيف فنانين من مختلف الالوان الموسيقية سواء داخل المغرب وخارجه. ويهدف تنظيم هذه التظاهرات الفنية بحسب المنظمين التعريف بالمؤهلات الطبيعية للمنطقة والنهوض بقطاع السياحة الذي سينعكس إيجابا على قطاعات وفئات واسعة من ساكنة سوس ماسة. غير أنه وفي كل تظاهرة يقف المتتبعون للشأن السوسي على مجموعة من الثغرات والتعثرات التي يتوعد المنظمون بتجاوزها في الدورات اللاحقة. الدورة السابعة عشرة وكغيرها من مثيلاتها خلفت ردود فعل وملاحظات عددها سعيد أهمان مهتم بالشأن السياسي والشأن العام السوسي في عشرة نقط موضحا:

1. فشل المهرجان في وعد قدمه أخنوش منذ أول دورة من ولادة المهرجان في ندوة صحفية، حينها كان رئيس جهة سوس ماسة درعة آنذاك، بكون المؤسسات المنتخبة ستقلص الدعم المالي للمهرجان تدريجيا سنة بعد أخرى في أفق استقلالية جمعية “تيميتار” المالية من دعم المال العام.

اعلان

2. وجود نفس الوجوه التي استهلكت واستنزفت على رأس إدارة المهرجان، الذي تتولاه جمعية، بنفس العقليات ونفس المنطق، لم تغيرهم، رغم أن أعضاء بها غيروا جلدهم السياسي وتعاقبهم السياسي على مؤسسات منتخبة تموّل من ميزانيتها، لم تتغير نظرتهم لتيميتار وأفق ومستقبله.

3. تحكّم أشخاص في ما يدبّر داخل المهرجان، جعل تغييرات بشكل غير واضح في مكون التّواصل تمّت في مسار عمر المهرجان طيلة 19 عاما لم تنضج، بل في كل مرّة يتم تكرار نفس الأخطاء.

4. تغييرات طالت شركات التواصل لأكثر من أربع مرات على الأقل، ففي المرة الأولى تم الاعتماد على شركة خاصة مقربة من أخنوش، وفي مرة أخرى شركة يعهد إليها تنظيم مهرجان مراكش السينمائي، وبعدها استقدمت أخرى. فكان جبر الخواطر والولاءات.. وسط صراعات، فكانت النتائج دون الطموحات والتوقعات، بسبب فلتات وعود وهم تقدم للراعي الأكبر على أن كل شيء متحكم فيه.

اعلان

5. الإرهاق الذي يسببه المهرجان للجهات الأمنية، وما يكلفه ذلك من ميزانيات لتأمين حفلات واحتفالات سهرات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي. فعلى سبيل المثال تأمين نحو 2000 رجل أمن ورجل سلطة في يوم واحد يكلف الدّولة ما يفوق 120 مليون سنتيم على الأقل.

6. باحتساب 17 دورة من عمر المهرجان، تكون ميزانية تيمتيار قد وصلت نحو 12 مليار سنتيم على الأقل، دون احتساب دعم الفنادق والإطعام، والرحلات الجوية للجهات الداعمة، ووغيرها من أنواع الدعم العينية لا المادية، وفي غياب أي مؤشر قدمه راعي المهرجان وشركاؤه على أثر ذلك على التّرويج السياحي والإقتصادي للمدينة. فجولة سريعة أمام مطاعم واستقاء معطيات من فنادق خلال فترة المهرجان تؤكد أن خلفية المهرجان في الترويج السياحي وحتى الإقتصادي ماتزال دون الطموحات!.

7. صرف زهاء 12 مليار سنتيم، منها جزء من المال العام، خاصة وأن الدعم يأتي من مجلس جهة سوس ماسة ومن جماعة أكادير، والمجلس الجهوي للسياحة، والمكتب المغربي للسياحة وغيرها من المؤسسات العمومية وشبه العمومية، تحتاج لأن يعرف الأثر وتظهر النتائج، خاصة وأن ثلة من العارفين يجمع على أن أيام المهرجان لا تترك سوى المآسي والفضلات.. والنشل والسكر والتحرش والكريساج ونحوها (الأرقام تنطق..)، لم يسلم منه حتى بعض “الصّحافيين” الذي سرق متاعهم في الدورة الأخيرة. فماذا لو خصص 50 في المائة من إجمالي المبلغ في مشاريع اجتماعية في الصّحة والتّعليم والماء الذي ترزح منه مدن سوس ماسة وبواديها وأريافها، وسط تتفاقم الأزمة سنة بعد أخرى. فهلا حل أعضاء مهرجان تيمتار بمداشر الروايس والفنانين.. الذين شاركوا في المهرجان على الاقل، ليقفوا على حجم الألم والأسى والألم ..خصاص في كل شيء من الماء (سيتيرنات في ضواحي تارودانت بـ400 درهم أين سيجدها) والبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية وغيرها، يجبر ضررها ما يصل إلى الدوار من دريهمات من الأبناء الذين غادروا صفّ الدراسة قسرا، والأعمام والأخوال و”الفاميلة”..، لا تمحوه مساحيق صفحات الفايسبوك التي لا تقنع حتى نفسها، ولا ملصقات في كل دورة تغير الألوان، ولا روبورطاجات وتقارير مستهلكة تغيب عنها قوة المعالجة وزاويتها النابضة..حتى ممن يسمون أنفسهم “مهنيين”.

8. لم يشذ المهرجان طيلة مسار 17 عاما عن حفلات الغناء ودعم ألبومات فنية، على قلّتها، إلى جانب دعم الأنشطة الموازية (Off) التي تحتاج لأنه تكون “سيدي ومولاي”، حتى تكسب عطف دريهمات رعاة المهرجان، رغم أنها لا تلقى أيّ إقبال (لأنه خرج من الخيمة مايل)؛ مما أفقد المهرجان في سوس العالمة، التي صمت فيها الجميع، وأخرس لسانه الجميع، وابتلع لسانه الجميع، إلا من فضلاء هنا وهناك..

9. حاجة أخنوش إلى أن يراجع فريق عمله ورؤيته للمهرجان. فما حدث ويحدث كل عام، وما يطمئنه من هم مقربون بأن تحقق، يكذّبه الواقع، ويحتاج لوقفة لفهم أعمق والإجابة عن سؤالين: أين الخلل؟ وإلى أين تسير؟.

10. تحكّم الحزبي السّياسي الاقتصادي الوحيد في دواليب تيميتار وتلابيبه، ومن وراءه ما يحدث في كل دورة من مآس، تتبخر معها الأماني والانتظارات.. انتظارات الخصاص في الماء والصّحة والتّعليم والمرافق الإجتماعية، ليأتي من “دوّختهم” الحياة ولم يجدوا ما يشغلون أو ينشغلون به بسبب العوز والفقر والحاجة، للتفرج على أغان لم تقنع حتى مردديها، الذين صار بعضهم لصيقا بفقرات المهرجان ودوراته يتردد عليه عله يظفر بمالٍ يسد به رمقه، فيما يدس” كل من “اشتغل” به وفيه ملايين في جيبه لـ”عمل أنجزه”، تاركا جهة ساكنة سوس ماسة تتألم، وناتجها الداخلي الخام الأقل في بلاد المغرب بين الجهات، وفرص شغل الأضعف بين الجهات، ونزيف مؤشراتها الذي يشهد بها حتى من يوقعون على صرف الدعم المالي للمهرجان تتبخّر أحلامه وأوهامه لساكنة سوس ماسّة في كل عام.

تلكم عثرات عشرة حررتها على عجل بحاجة إلى مراجعة وتعقل قبل فوات الأوان بعدما طال الانتظار.
وفي انتظار دورة 2023 بمناسبة مرور 20 عاما على أول دورة تيميتار..
انتظروا كلاما جديدا وبرنامجا جديدا غنيا منوعا يلهيكم عن قضايا أعمق وانتظار ألحّ…
إنا معكم من المنتظرين.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى