منبر24
شهد الحفل الختامي لمهرجان “موازين إيقاعات العالم”، مساء السبت الماضي، مشاهد غير مسبوقة من الفوضى والارتباك التنظيمي، بعدما تحوّل العرض الذي أحيته النجمة المصرية شيرين عبد الوهاب على منصة النهضة إلى كارثة بكل المقاييس، وفق ما عبّرت عنه شريحة واسعة من الحضور والمتابعين.
ورغم تدفق الآلاف من الجماهير إلى العاصمة الرباط منذ الساعات الأولى من مساء اليوم نفسه، أملاً في تأمين موقع مناسب داخل الفضاء المخصص، فإنّ سوء التنظيم ونقص التنسيق الأمني حالا دون دخول عدد كبير منهم، تاركينهم عالقين في طوابير خانقة امتدت لساعات طويلة أمام أبواب المنصة.
وتحوّلت محيطات منصة النهضة إلى ما يشبه “منطقة منكوبة”، بعد أن شُلّت حركة المرور في عدة شوارع رئيسية، واضطر المواطنون وسكان الرباط إلى التعايش مع فوضى مرورية خانقة، فيما بدت تدخلات السلطات الأمنية عاجزة عن تطويق الوضع أو تنظيم تدفق الحشود.
داخل المنصة، لم يكن الوضع أفضل حالاً، فقد سُجّلت حالات إغماء متكررة بسبب الازدحام الشديد ونقص التهوية، ما استدعى تدخل فرق الإسعاف في أكثر من مرة، وسط أجواء من الهلع والارتباك.
ورغم هذه الأجواء المشحونة، صعدت شيرين عبد الوهاب إلى الخشبة وقدّمت باقة من أشهر أغانيها، محاولة امتصاص غضب الجمهور، إلا أن أداءها بتقنية “البلاي باك” بدلاً من الغناء المباشر، أثار استياءً مضاعفًا، وساهم في تعميق خيبة الأمل الجماهيرية، بعدما تحوّلت الليلة الختامية من احتفال إلى خذلان.
خلّفت هذه الحادثة موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، فيما عبّر إعلاميون ومتابعون عن قلقهم من تدهور جودة التنظيم في واحدة من أعرق التظاهرات الموسيقية في المنطقة. وطالب كثيرون بـ فتح تحقيق شفاف ومساءلة الجهات المكلفة بتدبير المهرجان، معتبرين أن “موازين بات عاجزًا عن احترام جمهوره أو احتوائه”.
وتُضاف هذه الانتكاسة إلى سلسلة من التعثرات التي طبعت الدورة الـ20 من المهرجان، والتي شملت حفلات لم تحظ بإقبال جماهيري كبير، ومشاكل تقنية، وبرمجة اعتُبرت دون التطلعات، ليبقى السؤال مطروحًا: هل ما يزال موازين قادرًا على مواصلة التألق بنفس الوتيرة، أم أن لحظة المراجعة قد حانت؟
