تابع الملايين من الفرنسيين و من باقي دول العالم يوم الأربعاء الماضي مناظرة ثنائي الرئاسيات الفرنسية ايمانويل ماكرون عن حزب ” الجمهورية إلى الأمام” و مارين لوبين عن حزب ” التجمع الوطني”.
ساعتان و نصف كانتا كافيتين لشد المشاهد في عملية التواصل السياسي بين الغريمين التقليديين قبل عملية الحسم الإنتخابي التي ستكون يوم غد الأحد لتحديد من سيصل قصر الإليزي لعهدة تصل إلى خمس سنوات( quinquennat).
مارين لوبين تفادت الأخطاء التي استعملتها في ثنائي 2017 بحيث كانت حينئذ مشتتة الأفكار و تخرج ضحكات غير مبررة، هذه المرة كانت أكثر تحضرا و لباقة و كانت تنظر إلى ماكرون في أعينه وحاولت الإبتعاد عن خطاب التطرف التي يقحمها قسرا في صف اليمين المتشدد.
بالعكس ماكرون أبان عن “عنف” غير مسبوق في طريقة التعامل مع جسده، فهو كان يتفادى النظر في أعين غريمته، كما كان يضع يده في ذقنه أو في أنفه أو في أعلى جبهته و في بعض المرات في وجهه بين العين و الأذن ( tempe ) كما كان يجلس مرتخيا و مبديا ضحكات غير نابعة من القلب و هي على كل حال تعبيرات جسدية في عملية التواصل السلبي تبخس من الآخر .
بالإضافة إلى هذا، كان ماكرون أكثر عدوانية في طريقة تعامله مع لوبين، في مجتمع غربي متحضر له أدبيات في تعامل الرجل مع المرأة يبدو أنها غابت ما دامت تتعلق بصراع سياسي تنتفي فيه ال galanterie masculine تجاه النساء. لقد أظهر ماكرون الفحولة virilisme تجاه إمرأة استحضرت أخطاءها في سنة 2017، و حاولت النأي بنفسها عنها.
فشروط اللباقة تجاه الآخر لم تحترم كما تنص على ذلك عملية ” face work” التي تنص على الجانب اللفظي و الجسدي و عدم اقتحام مجال الآخر.و رغم كل هذا ” العنف” الذي أبداه ماكرون تجاه منافسته كان يخاطبها ” je vous respecte” !!!.
