كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، عن معطيات جديدة ومثيرة بخصوص أعضاء الخلية الإرهابية التي نفذت جريمة قتل “شرطي الرحمة”. وأوضح أنهم تشبعوا حديثا بالفكر المتطرف حيث لم يعلنوا عن بيعتهم للتنظيم الإرهابي “داعش” إلا قبل شهر ونصف من تنفيذ العملية.
وأضاف الشرقاوي في ندوة صحافية، الجمعة، بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن المعطيات المتوفرة تؤكد على أن المشتبه فيهم تشبعوا بالفكر المتطرف في الآونة الأخيرة، إذ لم يعلنوا عن البيعة لـ”داعش” إلا منذ شهر ونصف تقريبا، مضيفا أن هذا ما يرجح معطى التطرف السريع لدى أعضاء هذه الخلية، في ظل مستواهم الدراسي البسيط والمتدني.
وأوضح المسؤول الأمني ذاته، أن أحد الموقوفين الثلاثة، معروف بسوابقه في جرائم الحق العام، وآخر سابقة كانت في 2013، حيث أدين قضائيا من أجل السرقة بالعنف واستهلاك المخدرات وحيازة السلاح الأبيض.
وكشف المتحدث أن الثلاثة كانوا يشتغلون في نجارة الالمنيوم. كما أن المستوى التعليمي لا يتجاوز الشهادة الابتدائية بالنسبة لشخصين والثالثة إعدادي للشخص الثالث.
وزاد المتحدث، أن مسارات البحث أكدت على أن المشتبه فيهم اعتمدوا تكتيتكات الإرهاب الفردي، قبل أن يقوموا بالاستيلاء على الأصفاد المهنية للشرطي وسلاحه الوظيفي، بغرض ارتكاب جريمة السطو على وكالات بنكية من أجل تمويل مخططاتهم الإرهابية.
كما توصلت الأبحاث، يضيف المصدر ذاته، أنه تم تأكيد سبق الإصرار والترصد لهذا المشروع الإرهابي بعدما ثبت أنهم حددوا الوكالة البنيكة المستهدفة، وقاموا بجولات استطلاعية حولها، واتفقوا على طريقة اقتحامها بغرض تمويل أنشطتهم الإرهابي، لافتا إلى أنهم كانوا ينوون الالتحاق بتنظيم “داعش” في الساحل، قبل أن يتراجعوا عن ذلك بسبب نقص في التمويل.
وأشار الشرقاوي، إلى أن أمير هذه الخلية (أ.و) يبلغ من العمر 31 سنة، فيما المشتبه فيه الثاني (ر.ح) يبلغ 37 سنة، وهما اللذان نفذا العملية الإرهابية التي استهدفت الشرطي وحرق جثته والتثميل بها، في حين أن المشتبه فيه الثالث (م.خ) يبلغ من العمر 50 سنة، وهو الذي قام بطمس معالم الجريمة والأدلة وإضرام النار في سيارة الشرطي.
في سياق متصل، أوضح حبوب الشرقاوي، أنه تم استرجاع السلاح الوظيفي والرصاصات الخمس، حيث أكدت الخبرات الباليستية عدم استعمال هذا السلاح في إطلاق أية رصاصة من قبل المتورطين.