مذاكرات علمية وتربوية في الحلقة الثالثة من فعاليات “رمضانيات” للطريقة القادرية البودشيشية
كان لمتابعي فعاليات البرنامج الرقمي “رمضانيات “، الذي تنظمه بمناسبة شهر رمضان المبارك، مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال، موعد مساء الثلاثاء 27 ابريل الجاري، مع الحلقة الثالثة منه، والتي بثت عبر المنصات الرقمية الرسمية لمؤسسة الملتقى.
تم افتتاح هذه الأمسية الروحية بتلاوة مباركة لآيات بينات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ وسام بن أحمد من فرنسا، لتتلوها الكلمة العلمية الأولى للدكتور عبد الرزاق تورابي، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي خصصها للحديث حول ” العلم النافع”، من خلال مختارات من كلام شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الدكتور مولاي جمال الدين القادري، والتي تطرق من خلالها لفضل تحصيل العلم النافع والاستقامة، مذكرا بمقولة الشيخ الدكتور مولاي جمال الدين القادري “الهدف من هذه الصحبة تحصيل الاستقامة”، وبين أن العلم والتكوين من ثوابت الطريقة، كما نبه الى أهمية تحصيل العلم النافع الذي يقرب من الله تعالى.
فيما كانت المداخلة العلمية الثانية من لبنان، للدكتور يوسف ادريس الادريسي الحسني، مؤسس مشيخة الطرق الصوفية في لبنان، تحت عنوان “أسس وركائز التصوف”، بين من خلالها أن مقام الإحسان هو أصل التصوف الذي فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم ”بأن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك”، واستعرض مجموعة من أقوال العلماء الاكابر في التصوف، و أكد على أن من أهم مبادئ وأسس التصوف استحضار مراقبة الله في كل الأعمال، مذكرا في هذا الصدد بقول الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ” التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل”.
أما المداخلة العلمية الثالثة فكانت للدكتور كفاح محمد الحسني، مساعد مفتي روسيا، حول موضوع “أهمية التكوين الروحي”، بين من خلالها أهمية التكوين الروحي بالنسبة للإنسان المسلم، هذا التكوين الذي يجعله مؤهلا لمواجهة مختلف الأزمات، خاصة في هذا العصر الذي يعاني فيه المجتمع الانساني من عدة أزمات، والتي تأتي على رأسها أزمة القيم، وأزمة السلوك والمعنى، داعيا الى التشبث بالأخلاق النبوية من أجل خلق حكامة قيمية فاعلة وقادرة على تدبير الأزمات الراهنة.
فيما كانت آخر مداخلة في هذا البرنامج الرمضاني باللغة الفرنسية، تطرق من خلالها الدكتور سمير الحلوي، استاذ التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للإدارة لموضوع :
« Le riche patrimoine Soufi marocain mly arbi darkaoui»
قدم من خلاله تعريفا بالتراث الصوفي المغربي الغني، مركزا على الابعاد التربوية والروحية من خلال رسائل الشيخ مولاي العربي الدرقاوي كنموذج.
وتخللت فقرات هذه الحلقة وصلات من السماع والمديح لكل من المجموعة الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية، ومجموعة برعمات الطريقة، ومجموعة الصفا باوربا، الى جانب مشاركات فردية لكل من المسمع محسن الزكاف وابتهالات المنشد عبد الرحيم الصويري.