مربو المواشي في المغرب في حالة ترقب: هل سيتم إلغاء شعيرة النحر في عيد الأضحى بسبب الجفاف؟
يثير النقاش القائم حول إمكانية إلغاء شعيرة النحر في عيد الأضحى هذا العام قلقًا كبيرًا بين مربي المواشي والمهنيين في القطاع، وهو ما يتزامن مع استمرار الجفاف في البلاد والنقص الملحوظ في عدد الماشية المتاحة للذبح. يواجه مربو الأغنام والماعز تحديات كبيرة نتيجة لتراجع حجم القطيع الوطني، مما يزيد من المخاوف من تأثير ذلك على توفر الأضاحي في موسم عيد الأضحى المقبل.
ويخشى المهنيون في القطاع من أن يؤدي إلغاء هذه الشعيرة الدينية إلى خسائر اقتصادية فادحة بالنسبة لمربي المواشي، الذين كانوا قد استثمروا بشكل كبير في شراء المواشي تحضيرًا لهذه المناسبة. ويشعر العديد من الفلاحين بتأثير هذا التراجع الحاد في أعداد القطيع على قدرتهم في توفير الأضاحي للمواطنين، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على دخلهم السنوي.
ورغم هذه المخاوف، يرفض المهنيون في قطاع تربية الأغنام والمواشي إصدار أحكام مسبقة بشأن إلغاء شعيرة العيد الكبير، مشيرين إلى أنهم لا يتوفرون على المعطيات الكافية التي تمكنهم من اتخاذ موقف حاسم حول الموضوع. وأكدوا أن الإعلان الرسمي من وزارة الفلاحة حول نتائج الإحصاء الخاص بالقطيع هو ما سيحدد بشكل دقيق حجم المواشي المتاحة للذبح لهذا العام. يُنتظر أن يوفر هذا الإعلان بيانات دقيقة تساعد في التوصل إلى قرار حول إمكانية توفير الأضاحي للمواطنين.
من جهة أخرى، استبعد المهنيون العاملون في مجال استيراد المواشي فكرة إلغاء شعيرة النحر في عيد الأضحى، مؤكدين أن السوق المغربية لن تشهد نقصًا كبيرًا في المواشي بفضل عمليات الاستيراد التي تقوم بها بعض الجهات المعنية. وأوضحوا أن القطيع الذي يغطي احتياجات السوق لهذه المناسبة متوفر بشكل كافٍ، مشيرين إلى أن عمليات الاستيراد من الخارج تشكل عاملًا مساعدًا في تعزيز العرض المتاح.
وفي هذا السياق، أوضح أمين حرمة، الكاتب العام للفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، أن هناك مغالطات حول الوضع الحالي للقطيع الوطني، مشيرًا إلى أنه بالرغم من التحديات التي تواجه السوق، هناك جهود حثيثة لدعم الإنتاج المحلي. وأكد حرمة أن الارتفاع في أسعار المواشي لا يقتصر على المغرب فقط، بل يشمل عدة دول حول العالم نتيجة للتغيرات المناخية، بما في ذلك دول أوروبية تعاني أيضًا من الجفاف. وهو ما يساهم في زيادة الضغط على القطاع في العديد من البلدان.
وأضاف حرمة أن المستوردين لن يتوقفوا عن البحث عن أسواق جديدة لاستيراد المواشي، بهدف ضمان وفرة الأضاحي في السوق المغربي. وفي هذا الإطار، كشف عن زيارة مرتقبة لوفد مغربي إلى أستراليا، التي تعد من أكبر الدول المصدرة للمواشي، وذلك للتفاوض على استيراد قطيع من المواشي لتلبية احتياجات السوق المغربي. وأوضح حرمة أن الوفد سيرأسه وزير الفلاحة، حيث يسعى المسؤولون المغاربة إلى تأمين القطيع الكافي لهذه المناسبة عبر استيراد المواشي من أستراليا في حال توفرت الظروف المناسبة.
وفي النهاية، يبقى موضوع إلغاء شعيرة النحر في عيد الأضحى موضوعًا مفتوحًا للنقاش، حيث يتوقع المهنيون أن تكشف الوزارة في الأيام القادمة عن نتائج الإحصاء الخاص بالقطيع، ما سيساهم بشكل كبير في اتخاذ القرار النهائي بشأن هذه القضية الحساسة التي تؤثر بشكل مباشر على مربي المواشي والاقتصاد المحلي.