مريرت … غياب ملاعب القرب يدفع صغار و شباب حي آيت مو إلى مزاولة كرة القدم في الشوارع و البقع الأرضية .

✍️ عزيز المسناوي

شهدت ممارسة كرة القدم تراجعا مهولا في مدينة مريرت في ظل غياب شبه تام لملاعب القرب التي تشكل متنفسا لفئة الشباب كما الصغار التي من شأنها إنقاذهم من براثن عوالم المخدرات المتفشية وممارسة السرقة و الإنحراف في أوسط هاته الفئات العمرية نتيجة إنعدام فرص الشغل و الهدر المدرسي المنتشر ، مما كان لهذه المرافق الرياضية دورا هاما في انتشالهم من مستنقعات المخدرات ، حيث نسجل إستفادة عدد من القرى و المراكز الحضرية بأقاليم أخرى في الجهة من ملاعب متعددة للقرب على الرغم من قلة عدد سكانها مقارنة مع مدينة مريرت، بسبب غياب رؤية واضحة حول حاجيات الساكنة و النهب العقاري الجشع خلال الولايات السابقة الذي شهدته المدينة .

رغم تعاقب المجالس الجماعية على تسيير و تدبير المجلس الجماعي لمريرت كثاني أكبر جماعة حضرية بإقليم خنيفرة من حيث عدد السكان لم تفلح في إنجاز عدد كاف من ملاعب القرب بالمدينة على الرغم من الإهتمام المتزايد لأبنائها بمختلف أصناف الرياضات الجماعية و الفردية ، وإلى حدود شهر يناير 2023 تتوفر مدينة مريرت التي تمت ترقيتها سنة 1992 إلى جماعة حضرية على ملعب يتيم للقرب تم انجازه بشراكة بين اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية – خنيفرة و المجلس الجماعي لمريرت و المديرية الإقليمية لوزارة التربية -خنيفرة، إلا أنه يشكو من إكراهات بنيوية من ضمنها غياب الماء و المرافق الصحية .

تحولات البقع الأرضية وسط حي أيت مو كباقي أحياء المدينة، إلى أمكنة يلجأ اليها كل الفئات العمرية وبالخصوص الصغار لممارسة كرة القدم في ظل غياب ملعب للقرب بالحي مما يسبب إزعاجا للساكنة، بحيث أصبح إنشائه حلما يراود الصغار وشباب الحي الذي يزخر بالعديد من المواهب الكروية، متسائلينا عن مآل عدد من الوعود السابقة التي كانت بعض الاحزاب السياسية توظفها من أجل تحقيق أغراض انتخابية .

ولم يتوان شباب و أطفال الحي في كل مناسبة وغير مناسبة، عن مطالبة الجهات المسؤولة القائمة على تدبير الشأن المحلي بالمجلس الجماعي لمريرت، بإنشاء ملاعب للقرب كمتنفس للشباب من أجل مزاولة كرة القدم “رياضة الفقراء”، على غرار ما تعرفه جل الجماعات المجاورة بالجهة لأن غياب عدد من المنشأت السوسيو – رياضية و الثقافية قد يترتب عنها خطورة الفراع الذي يواجه شباب وأطفال حي أيت مو خاصة و مدينة مريرت عامة.

وعوض أن تخصص الجماعة، الأراضي التي تملكها لإنشاء ملاعب القرب لإنقاذ شباب المدينة من هذا الواقع المرير، إختارت تحويلها إلى تجزئات سكنية أو وداديات بحثا عن الأموال “غير المشروعة”، معربين عن إستنكارهم الشديد لهذا التملص المتواصل للمجلس من مسؤوليته وواجبه الذي انتخب من أجله.