عزيز المسناوي
لم تسلم مقبرة أيت مو بمدينة مريرت من الفيضانات التي اجتاحت المدينة مساء يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2022، كما توضح ذلك صور انتشرت على نطاق واسع على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت في حالة يرثى لها، هذه الفيضانات كانت سببا في محو هوية بعض الموتى المدفونين بهذه المقبرة التي يقصدها سكان حي أيت مو.
مقبرة أيت مو، أصبح فيها الوضع كارثيا بعد ان غمرت مياه الأمطار المقبرة أدت إلى إلحاق الضرر ببعض القبور في مشهد أثار استياء أفراد عائلات الموتى الذين زاروهم بعد هطول التساقطات من أجل الإطمئنان عنهم، إلا أنهم صدموا من مأساوية مشاهد قبور ذويهم ممن عرت الأمطار جزء كبيرا من ملامحها، فمنهم من لم يجد قبر والدته أو والده أو أحد من أقاربه، حيث لاترى سوى برك مائية تفوح منها رائحة الموت، حتى من بني منها حديثا أزالت الأمطار التراب عنها حتى تكشفت الأحجار.
وتظهر صور المقبرة المتداولة، حجم الخسائر التي تعرضت لها قبور الموتى والتي “اكتسحتها” مياه الأمطار، مما كون العديد من البرك حولها مسببة في طمر عدد من المقابر، وجرف التراب عن المقابر الحديثة، وجرف بعض الشواهد التي توثق لأسماء الموتى وتاريخ وفاتهم، في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات المستنكرة لـ”غرق” المقبرة، داعين المسؤولين المحليين بالمدينة على رأسهم باشا مدينة مريرت و قائد الملحقة الإدراية الأولى بالتدخل العاجل لإنقاذ حرمة الموتى والمقبرة من الأمطار الطوفانية، و إيلاء اهتمام عاجل بهذه الفضاءات التي لها حرمة تقتضي الاعتناء بها.