وفي خطوة ثابتة تتماشى والاستراتيجية الطاقية الوطنية ووفاء بالتزاماته البيئية، اختار المكتب الوطني للسكك الحديدية الاحتفال بهذا اليوم، بشراكة مع الجامعة الوطنية للكشفية المغربية الملتزمة بحماية البيئة، في إطار التقاسم والتحسيس بالطابع الإيكولوجي لقطارات البراق التي تعمل بالطاقة النظيفة منذ يناير 2022.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت رئيسة قسم التسويق المسافرين بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، البشاري نصيرة، أن هذا الحدث يتماشى مع الاستراتيجية الطاقية الوطنية، التي تم إطلاقها بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفي إطار تنفيذ المكتب الوطني للسكك الحديدية لاستراتيجية التحول الطاقي الرامية إلى استبدال استهلاك الكهرباء بالطاقة النظيفة.
وأشارت المسؤولة إلى أن هذا اليوم يعد فرصة للتذكير بأن السفر بالقطار هو أفضل وسيلة للحد من انبعاثات الكربون، موضحة أن القطار ينبعث منه في المتوسط أقل ب 25 إلى 30 مرة من الغازات التي تتسبب في الاحتباس الحراري مقارنة مع وسائل النقل الأخرى، وبصفر انبعاث من غاز ثاني أوكسيد الكربون لكل راكب في كل كيلومتر لقطارات البراق التي تعمل بالكامل بالطاقة النظيفة.
وتابعت أن هذه المبادرة تهدف إلى تشجيع المسافرين على تبني مواقف أكثر احتراما للبيئة، من خلال دعوتهم لزيارة، ابتداء من اليوم الاثنين ولمدة أسبوع كامل، فضاء بيداغوجي تربوي أقيم بمحطة طنجة، والذي تنظم في إطاره ورشات للتحسيس تروم الرفع من منسوب الوعي حول القضايا البيئية.
وتعد قضية المحافظة على البيئة والحد من الانبعاثات الكربونية من صميم اهتمام والعمل اليومي للمكتب الوطني للسكك الحديدية ومشروع التنمية المستدامة، والذي تبنى ويعتمد بصمة الكربون لعام 2022، تماشيا مع التوجه العالمي.
وتظهر هذه الحصيلة انخفاضا مهما في البصمة الكربونية للمكتب الوطني للسكك الحديدية، على الرغم من التطور الملحوظ في استخدام القطار.
وأكد المكتب الوطني للسكك الحديدية، في بلاغ صحفي، أن انبعاثات الغازات الدفيئة العامة (GHG) أظهرت تراجعا بنسبة 31 ٪ في عام 2022، حيث اقتصرت على ما يقرب من 371 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون (مقابل 541 ألف طن في عام 2021)، وحوالي 25 ٪ منها خارجية ذات صلة مباشرة بالرحلات التي تم القيام بها، سواء قبل أو بعد، مع تحقيق ربح في كثافة الكربون لكل مسافر، تصل إلى 2.99 غراما من ثاني أوكسيد الكربون، حيث تبلغ 20.85 غراما فقط من ثاني أوكسيد الكربون لكل كيلومتر قطعه مسافر واحد من بين 46 مليون راكب تم نقلهم.
وحسب البلاغ، تعادل المكتسبات المحققة من خلال سياسة المكتب الوطني، على سبيل المثال، الانبعاثات الناجمة عنة تنقل 10.900 سيارة يوميا عبر الطريق السيار الدار البيضاء – الرباط، أو سنة من التدفئة لـ 25.000 أسرة أو غرس 4.800.000 شجرة كأحواض لامتصاص ثاني أوكسيد الكربون، مضيفا أن حصيلة البصمة الكربونية لعام 2022 ليست سوى نتيجة دينامية استثنائية من العمل الجاد والسعي للحد من الانبعاثات الكربونية، من خلال اعتماد و تنزيل، على مدار السنة، مبادرات التخفيف والتكيف، والحلول المستدامة والإجراءات الشاملة التي يتم تنفيذها بهدف رئيسي وثابت يتمثل في تقليل البصمة الكربونية لأنشطة المكتب الوطني للسكك الحديدية إلى الحد الأدنى بشكل صارم.
علاوة على ذلك، ينبغي التأكيد على أن اختيار المكتب الوطني للسكك الحديدية لوضع مسار ثابت للتحول البيئي والتنقل المستدام كركائز للتنمية يتماشى مع الرؤية الملكية المستبصرة التي تضع التنمية المستدامة في قلب مشروع اجتماعي، ومن هنا يطمح المكتب الوطني للسكك الحديدة إلى اعتماد سياسة بيئية مسؤولة ومستدامة باعتبارها العمود الفقري للنقل المستدام، ورافعة مهمة لتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي وضمان العيش الكريم للأجيال القادمة.