اعلان
اعلان
رياضة

ملعب كبير دفن وفريق عريق يحتضر مائة عام من المجد في مهب الريح تطوان تستغيث ولا حياة لمن تنادي

اعلان
اعلان

تطوان: محمد السوسي

اعلان

حين تم الإعلان عن تعيين خالد فوهامي مدربا للفريق، وحكيم بن صديق مديرا رياضيا،ثم جاءت الندوة الصحفية التي أفصحا فيها عن مشروع رياضي طموح، ورغم ما شابه من نقائص وتناقضات، آثرنا الصمت وأخذنا موقفا إيجابيا، قائلين: فلنترك لهم فرصة العمل بهدوء,تنفسنا الصعداء وظننا أن صفحة جديدة تُكتب في تاريخ النادي، وقلنا لعلها بداية عهد احترافي يعيد للفريق بريقه المفقود.
لكن لم يمض شهر حتى بدأت تتساقط الأخبار الكارثية كقطع الدومينو. تعاقدات بالجملة مع لاعبين جدد في ظل أزمة مالية خانقة، وعقوبات ومنع يلاحق الفريق، دون أي مؤشر على توفير السيولة المالية أو خطة واقعية للخروج من الأزمة. زاد الطين بلة غياب تام للتواصل من طرف المكتب المسير، وكأنهم يعملون في الظلام.

ثم جاءت الطعنة الأكبر: التفريط في خيرة شباب الفريق، أبناء المدرسة التي طالما أنجبت النجوم، دون أن يكلف أحد نفسه عناء توضيح تفاصيل هذه الانتقالات: كيف تمت؟ وكم كانت قيمتها؟ المشهد بات واضحا… مكتب مسير أسوأ بكثير من سابقيه، يواصل إغراق الفريق في مستنقع الانهيار.

والأدهى من ذلك، غياب أي تحرك أو دعم من الجهات الرسمية: عمالة تطوان، المجلس الإقليمي، رئاسة الجهة، والي الجهة… الجميع يلتزم الصمت وكأن الأمر لا يعنيهم. فماذا ينتظرون؟ أليس من واجبهم دعم الفرق العريقة التي تمثل واجهة المدينة والجهة؟ أليست التنمية الرياضية جزءا من التنمية الشاملة، خاصة والمغرب مقبل على استضافة منافسات قارية وعالمية من قبيل كأس إفريقيا وكأس العالم 2030؟

اعلان

تطوان، بموقعها الجغرافي المتميز والقريب من أوروبا، كان من المفروض أن تكون مرشحة لاحتضان مباريات كأس العالم. لكن حتى مشروع الملعب الكبير دُفن في ظروف غامضة، لتظل الأسئلة معلقة بلا جواب.

اليوم نشهد إصرارا مريبا على تدمير فريق مدينة تتنفس كرة القدم. فريق تجاوز عمره المائة عام، لعب في “الليغا”، واحتضن ملعب لا ايببيكا او ملعب فاريلا فرق ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو مدريد، ونجوما عالميين. واليوم، كل هذا المجد يُمحى بجرة قلم وإهمال ممنهج.

نستنكر ونستغرب كيف تُهمَّش مدينة بكاملها رياضيا، وكيف تُمحى ذاكرتها التاريخية أمام أعين الجميع. ومن هذا المنبر، نوجه نداءً صارخا إلى كل الغيورين على تطوان: من سياسيين، ورجال أعمال، وفاعلين، وجماهير… تحركوا قبل فوات الأوان، فالموجة “التسونامية” التي تضرب فريقنا اليوم، ليست مجرد أزمة عابرة، بل محاولة لطمس تاريخ ومجد صنعه جيل بعد جيل.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى