أحدثت منال بنشليخة، الفنانة المراكشية البالغة من العمر 27 سنة ثورة في الموسيقى المغربية بإصداراتها الفنية، لتصير بذلك من بين أكثر فناني “البوب” المغربي إمتيازا.
قادها شغفها بالموسيقى، منذ نعومة أظفارها، إلى تعلم الموسيقى، بعد أن اكتشفت والدتها حبها للموسيقى، وهو الشغف الذي توطد، على نحو كبير، بعد الدروس الموسيقية التي تلقتها.
وقالت بنشليخة، في بوحها لوكالة المغرب العربي للأنباء، “كنت شغوفة بالموسيقى منذ أن تعلمت كلماتي الأولى. لقد استمعت والدتي إلى الكثير من الموسيقى عندما كانت حاملا بي، وأعتقد أن هذا الأمر كان وراء عشقي للموسيقى”.
تخرجت بنشليخة من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمراكش – تخصص تدقيق الحسابات والرقابة الإدارية، وظهرت لأول مرة على موقع (يوتيوب)، ولا سيما من خلال تقليد مقطع موسيقي بعنوان “زينة”، الأمر الذي أعطى بريقا للموهبة الجديدة بفضل تحقيقها لمشاهدات عالية.
ومضت الفنانة الشابة، منذ ذلك الحين، على درب النجاح، حيث فازت أول أغنية منفردة لها “دينيا”، التي أدتها باللغة العربية، بجائزة “أفضل فنانة في شمال إفريقيا” في حفل توزيع جوائز الموسيقى الإفريقية لسنة 2015.
تقول المغنية وكاتبة الأغاني إنها تفضل نمط “البوب”، الذي يتيح لها التعبير عن نفسها بشكل أفضل، ومعالجة العديد من الموضوعات المختلفة.
وتمتلك فنانة موسيقى “البوب” المغربية اليوم في رصيدها مجموعة من الأغاني الناجحة، من قبيل “كلشي بان” و”ناه” و”تاج” و”سلاي” و”با لو شوا” و”نيا”، العنوان الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن “نتا” التي تعلن فيها حبها لزوجها.
إلى جانب ذلك، تستمر نجمة “البوب” هاته في الدفاع، من خلال موسيقاها، عن قضايا المرأة في العديد من مقاطعها التي تحمل رسائل نسوية.
وأبرزت أن الأغنية الأقرب إلى قلبها هي “آيس”، وهي أغنية من ألبوم غنائي يحمل عنوان “360”، الذي سيصدر لاحقا في 21 ماي المقبل، مبرزة أنها لا تطيق الانتظار حتى يكتشف جمهورها هذا الألبوم، لا سيما هاته الأغنية التي تمثلها أيما تمثيل.
وعلاوة على الموسيقى، تكرس منال قسطا وفيرا من وقتها للدراسة، حيث التحقت بسلك بالدكتوراه، على الرغم من أنها أجلت الخوض في غمار هذا المسار الأكاديمي في الوقت الراهن، نظرا لازدحام جدول أعمالها بالمواعيد، خاصة بعد إطلاق علامتها التجارية للملابس “باري اند سوش”.
وأشارت إلى أن “تعدد المشاغل والمشاريع، التي تتوزع بين الألبوم الغنائي، العلامة التجارية، والحياة اليومية، يستلزم مساعدة من أطراف أخرى”، منوهة بالفريق الذي يعينها بشكل كبير ويقدم لها دعما كبيرا من الناحية الموسيقية.
وتدين الفنانة الشابة بنجاحها، بالدرجة الأولى، للدعم الكبير الذي قدمته لها عائلتها. وقالت، “كانت والدتي من أوائل المعجبين بموهبتي، وكان أخي ووالدي الراحل يدعماني ويحفزاني على الدوام”، كما لم تغفل دعم زوجها الذي أصبح الآن مديرا ومنتجا لأعمالها.
كما أكدت بنشليخة أن المرأة المغربية قوية للغاية، وتتسم بالشجاعة والكفاءة، معربة عن سعادتها الغامرة “كونها امرأة مغربية، وشرقية، وفخورة بكل تقاليدنا وثقافتنا وتراثنا”.
وتدعو منال النساء إلى الإيمان بمؤهلاتهن ومواصلة التزامهن، وتأمل أن ترى النساء المغربيات يدعمن بعضهن البعض على نحو أكبر، لأنها تعتقد أن ثمة نقصا في هذا الجانب.
أما بالنسبة للشباب الراغبين في امتهان الفن، فتنصحهم منال بالعمل الجاد، وتقديم الكثير من التضحيات، والإيمان بأنفسهم، وقبل هذا وذاك، محبة النشاط الذي يقومون به حتى يتسنى لهم مواصلة مسارهم لوقت طويل.