شرع منتدى أنفاس للثقافة والفن بمدينة أولاد تايمة في عرض مسرحيتها ” تغربية ” والتي جاءت في إطار الدعم الإسثتنائي الذي أطلقته وزارة الثقافة والشباب والرياضة قطاع الثقافة لفائدة الفرق المسرحية دعما منها لهذه الشريحة المهمة من الفنانين في مواجهة جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على جل القطاعات الحيوية بالبلاد ، الجولة المسرحية لمنتدى أنفاس تتضمن اربع عروض مسرحية توزعت على عدد من المدن وفق التقسيم الجهوي الذي اعتمدته الوزراة كشرط للعروض المسرحية المدعمة ، وقد كانت مدينة أولاد تايمة نقطة الإنطلاقة للجولة التي ستمتد طيلة أربعة ايام بدءا من يومه 21 ابريل الجاري بالمركب الثقافي أولاد تايمة مرورا بالمركز الثقافي أيت ملول في 22 من ابريل ثم مدينة تزينب برحاب المركز الثقافي محمد خير الدين وصولا للمركز الثقافي الدوديات بمدينة مراكش ، مسرحية ” تغريبة ” تستمتد فكرتها المحورية من حكاية ثلاثة فنانين جمعتهم الصدفة في نادي للفنانين ، الجميل في الحكاية أن هؤلاء الفنانين يختلفون بإختلاف الحق التي ينتمي إليها كل واحد منهم ، ” نوال ” تنتمي إلى جيل الستينات والسبعينات من القرن الماضي وما تحمله هذه الحقبة من دلالات تتلخص في عشقها لكتابة القصة ، نوال تحلم بكتابة رواية تسرد فيها قصة الإغتصاب المعنوي التي تعرضت له من طرف ثلاثة أ مكونات إن صح التعبير ، المجتمع المدني ، السلطة السياسية ثم السلطة الدينية ، هذا الثالوث العصي عن الفهم والإدارك يبقى عصب رواية نوال التي تصارع الزمن من أجل كتابتها ، اللقاء يجمعها ب شخيصة ” يوشعيب ” الفنان الموسيقي العصامي الذي استهوته الموسيقى حد الجنون ، وفيروز الفنانة التي قررت خوض غمار الفن دون أن تكون تعبر بوابة التكوين الآكاديمي بشتى مشاربه ، يدخل هؤلاء الثلاثة في صراع كل من زاوية النظر التي يرى بها الفن والإبداع ليتوصلوا في النهاية الى أن الحل يكمن في التضامن والتعاون من أجل الخروج من نفق الإختلاف .
في سؤال مباشر لمخرج المسرحية الفنان فريد الركراكي بصفته مخرج المسرحية عن التصور الإخراجي الذي اعتمده في الإشتغال على نص تغريبة لمؤلفه ” عبد الإله بنهدار ” أجابنا فريد قائلا : بإعتبار أن الحدث العام الذي تعرضه مسرحية تغربيىة وهو لقاء ثلاثة فنانين كل من زاوية الإبداع الذي إختاره كوسيلة للتعبير ناهيك عن الفضاء الذي يجمعهم وهو فضاء الإقامة الفنية والتي ترتبط بنقطة الصفر لدى كل مبدع يختار هكذا نقطة لبداية مشروعه الإبداعي ، هناك الموسيقى والكتابة وهوس الشهرة وهي المكونات الثلاث التي تكون لنا فيسفساء الفرجة المسرحية ، فيسفساء مشحونة بالديناميكية والحركية بحيث لن يجد المتلقي فرصة لتسرب الملل الى نفسيته وهذا رهان من بين الرهانات الكثيرة التي عملت على كسبها من خلال مسرحية تغربية ، طبعا تبقى مكونات العرض الأخرى ضرورة مهمة للبحث والعمل على التجديد والإبتكار فيها كالسينوغرافيا أو البئية المكانية الرمزية للعرض، ناهيك عن الإضاءة المسرحية والملابس والموسيقى وما الى ذلك من الجماليات الأخرى المكملة للعرض المسرحي .
يتصمن الطاقم الفني للمسرحية مجموعة من الوجوه الفنية التي أغنت الساحة الفنية الدرامية ببلادنا بمجموعة من ألأعمال التلفزية والمسرحية وهي الإظافة التي كان لها الوقع في إغناء الفرجة المسرحية بطابع إحترافي ، ” تغربية ” مسرحية تقلد كل من : زهرة الهواوي وسكينة عبروق ومحمد حمزة مسؤولية تشخيص أدوارها ، في حين صمم سينوغرافيا العرض “رشيد الخطابي ” وكان في تصميم الملابس ” طارق الربح ” ونور الدين بودرة في الإضاءة المسرحية وعبد العزيز بوجعادة في المحافظة العامة ، التوثيق والأرشفة لعلي الداه و صلاح الدين عبيدة ، إدارة الجولات لزينب الفلاج ،في حين تقلد محمد السباعي رئيس الفرقة مسؤولية إدارة إلإنتاج ، النص كان من تأليف عبد الإله بنهدر والإخراج للفنان فريد الركراكي ، المسرحية بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة قطاع الثقافة .