
منبر24
أجمع المشاركون في ندوة نظمت، أمس السبت، في إطار فعاليات الدورة الثانية عشرة لـمنتدى حقوق الإنسان، المصاحب لـمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، على أن الحركيات البشرية تمثل قوة دافعة للتفاعل مع العالم، ومصدرًا للتحرر من القيود الهوياتية والانغلاق الثقافي.
الندوة، التي انعقدت تحت شعار “الحركيات البشرية والديناميات الثقافية”، عرفت حضور شخصيات وازنة، من بينها أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، وشكلت فرصة لتسليط الضوء على دور التنقل البشري، سواء لأسباب اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، في تغذية التعدد الثقافي وتحفيز الإبداع.
وأكد المتدخلون أن الحركية لا تُختزل فقط في التنقل الجغرافي بين البلدان والقارات، بل تنبع أولًا من الذات، وتمتد إلى الحي والمجتمع، في تعبير عن انفتاح دينامي وتفاعل حي. واعتبروا أن “المكوث الظاهري” قد يخفي خوفًا من التغيير وجمودًا داخليًا، في حين أن الإبداع نفسه هو شكل من أشكال الحركية، سواء كانت مادية أو فكرية أو حسية.
وتوقّف النقاش عند واقع الهجرة في إفريقيا، حيث أبرز المتدخلون أن جزءًا كبيرًا من الحركيات القارية تفرضها عوامل قسرية، مشيرين إلى أن التنقل داخل إفريقيا أحيانًا يكون أكثر تعقيدًا من الهجرة نحو أوروبا.
ودعوا في هذا الصدد إلى تعزيز التواصل الثقافي بين شمال القارة وجنوبها، بما يدعم الاندماج ويثري التبادل، مؤكدين على أهمية الفنون في إعادة تشكيل التصورات، وطرح أسئلة الهوية والانتماء، وتفكيك الحواجز الاجتماعية والنفسية.
وشدد المتحدثون على أن الاعتراف بالتعدد الثقافي يشكل ركيزة لبناء التماسك المجتمعي، مؤكدين أن الفنانين والكتاب والمثقفين يلعبون دورًا محوريًا في مقاومة الإقصاء الثقافي والتصدي للخطابات التمييزية، خصوصًا حين يغيب الوعي بتاريخ أوروبا المتعدد الثقافات.
وفي هذا السياق، ذكّر المتدخلون بأن المسلمين كانوا دومًا جزءًا من التاريخ الأوروبي، داعين إلى إعادة إدماج ما وصفوه بـ”الأوروبي غير الأوروبي” داخل السردية الأوروبية.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة 12 لمنتدى حقوق الإنسان تنعقد بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، وتفتح المجال لاستكشاف المساهمات الثقافية للجاليات والهجرات، إلى جانب أبعادها الاقتصادية.
ويأتي هذا المنتدى ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لـمهرجان كناوة وموسيقى العالم، المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة ما بين 19 و21 يونيو الجاري، في احتفاء عالمي بالتنوع والحوار الثقافي.