أسماء الشتيوي
بعد موسم استثنائي توّج الرجاء الرياضي بازدواجية تاريخية دون خسارة، كانت الآمال معقودة على استمرار الفريق في تقديم أداء متميز. لكن الموسم الحالي جاء مخيبًا للتطلعات، حيث بدأت سلسلة من النتائج السلبية، مصحوبة بأداء باهت وتسيير عشوائي وقرارات متذبذبة. هذا التحول المفاجئ في مسار النادي أثار العديد من التساؤلات حول أسبابه، وترك الجماهير في حيرة حول من يتحمل المسؤولية، وما الحل للخروج من هذه الأزمة.
تحقيق الرجاء للبطولة الوطنية وكأس العرش في موسم استثنائي لم يكن وليد الصدفة أو الحظ، بل كان نتيجة لتخطيط محكم وعمل دؤوب من الإدارة، إلى جانب الجهود الكبيرة التي بذلها الطاقم التقني واللاعبون الذين أظهروا روحًا قتالية عالية وانسجامًا واضحًا على أرضية الميدان، هذه العوامل كانت مصدر طموح للجماهير لمواصلة السيطرة والتألق، لكن المشاكل الراهنة بدّدت تلك الآمال وأدخلت النادي في دوامة من الشكوك.
“ما بين الأمس واليوم: أزمة غير مسبوقة”•
اليوم، يعيش الرجاء ضغطًا كبيرًا ووضعًا معقدًا أثار استياء الجماهير، حيث وصف البعض هذه المرحلة بـ”الكارثة” و “جريمة” في حق الرجاء وجمهوره وآخرون اعتبروها “إهانة لتاريخ النادي”، وهو ما يعكس حجم الإحباط الذي يشعر به عشاق الفريق الذين اعتادوا رؤيته متربعًا على عرش القمة.
“أسئلة تبحث عن إجابات واضحة”•
هل ما يحدث اليوم هو مجرد فترة فراغ عابرة؟ ام أن هالا قد فقد الرؤية المستقبلية بسبب قرارات عشوائية ؟ هل الأزمة مرتبطة بخلافات داخلية بقيادة البرتغالي سابينتو؟ أسئلة كثيرة تطرحها الجماهير في انتظار إجابات تعيد الثقة وتضع النادي على الطريق الصحيح.
وعلى الرغم من الوضع الحالي، يبقى الرجاء نموذجًا فريدًا في الكرة المغربية، كما أكد ذلك جلالة الملك محمد السادس
فالجميع اليوم ينتظر عودة البيت الرجاوي إلى استقراره الكامل، ومواصلة مسيرته نحو التألق ورفع رايته عاليا في المنافسات المحلية والقارية.
ويبقى السبيل الوحيد لتحقيق ذلك وإعادة بناء بيت الرجاء على أسس متينة هو التكاتف والعمل الجاد من طرف الجماهير، الإدارة واللاعبين، ليظل هذا الفريق مصدر فخر واعتزاز لجماهيره وللكرة المغربية.
إن نادي الرجاء الرياضي يقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم، حيث تُعتبر هذه المرحلة اختبارًا حقيقيًا لقدرته على العودة مجددًا وبناء مستقبل أكثر إشراقاً.
فالنسر الأخضر معروف بعدم استسلامه، وعودته للقمة وللتوهج من جديد ليست خيارا بل ضرورة تفرضها مكانته بين عمالقة القارة.