اعلان
اعلان
مقالات الرأي

مهرجان إنزݣان السينمائي…حين يهان الفنان في عقر داره

اعلان
اعلان

بقلم عبدالرحمان أمحمود

في الوقت الذي كانت فيه مدينة إنزݣان تعيش على وقع حدث فنيا يُفترض أنه مكرس للاحتفاء بالإبداع المحلي تحولت الدورة الأولى من مهرجانها السينمائي إلى مناسبة لتكريس التهميش وإعادة إنتاج منطق قديم بقالب جديد لا يتعلق الأمر هنا بزلة تنظيمية بسيطة بل بإهانة حقيقية لذاكرة المدينة ولفنانيها الكبار وعلى رأسهم الممثلة “نورة الولتيتي” ابنة إنزݣان التي صنعت مسارا دراميا حقيقيا بلغ صداه عموم الوطن من خلال دورها البطولي عدة مسلسلات سينمائية وتلفزية كمسلسل “إليس ن ووشن” الذي حاز على جائزة أحسن مسلسل وطني خلال شهر رمضان الماضي المثير للسخرية أن هذا الإنجاز لم يشفع نورة بأي بإعتراف رمزي داخل المهرجان بل جرى التعامل معها بمنطق التجاهل وكأنها دخيلة على مدينتها وعلى الفن بشكل عام إذ تم إدراجها في لائحة “ضيوف الشرف” فقط في حين خخصص التكريم الرسمي لوجه نسائي آخر لا علاقة له لا بالمدينة ولا يملك في رصيده أي أثر درامي يذكر ولا يحمل أي صدى في الذاكرة الفنية الأمازيغية
ما وقع في مهرجان إنزݣان لا يمكن أن يفهم بمعزل عن منطق الزبونية والانتقائية الذي بات يتحكم في المشهد الفني المغربي حيث لا مكان لمن يشتغلون بصمت ويصنعون الإبداع الحقيقي بينما تفتح الأبواب أمام من يتقنون لعبة العلاقات والتسويق الفارغ وهو منطق مقلق لأن هذا المهرجان في دورته الأولى كان يفترض أن يؤسس لعدالة ثقافية تنطلق من الأرض وتنتصر للفنانين الذين اختاروا التعبير بلغتهم وهويتهم لا أن يتحول إلى منصة لفرض اختيارات فوقية لا تعترف بالمنجز بل تخضع لحسابات الولاء والترضية إن السؤال المؤلم الذي يطرح نفسه اليوم هو.. هل يريد مهرجان إنزݣان فعلا أن يبني ذاكرة فنية محلية أم أنه مجرد حدث آخر لملء الفراغ بأسماء لا تملك من القيمة سوى القدرة على الظهور في الصور الرسمية؟
لقد كان من المفترض أن تكون لحظات التكريم وهي الأكثر رمزية في أي تظاهرة فنية فرصة للإعتراف بالمنجز الفني الحقيقي خاصة حين يكون المنجز من أبناء المدينة لكن ما حصل لا يمكن وصفه سوى بالخذلان: خذلان للذاكرة ـ خذلان للجمهور ـ وخذلان لفنانة قدمت الكثير ولم تجد في مدينتها من يعترف بفضلها الأسوأ أن يتم ترويج الأمر وكأن المدينة غير قادرة على إنتاج أسماء نسائية فنية بينما يتم تجاهل من أثبتن حضورهن الفعلي والميداني لصالح أسماء يتم تسويقها لمجرد أنها تتحدث بالأمازيغية دون أي اعتبار للمحتوى أو التأثير او المكانة الفنية..
إن ما حدث في مهرجان إنزݣان ليس مجرد تفصيل عابر بل هو عنوان لفشل ذريع في التقاط نبض المدينة وفقدان للقدرة على قراءة السياق المحلي وتكريم من يستحقون ذلك فعلا هذه ليست مجرد دورة أولى لمهرجان سينمائي بل لحظة تاريخية كان يمكن أن تؤسس لثقة جديدة بين الفنان والجمهور وبين المدينة وأبنائها لكنها للأسف اختارت أن تبدأ أولى خطواتها برجل يسرى وبخيار التهميش بدل الاعتراف والولاء بدل الاستحقاق ولعل أكثر ما يُخيف في هذا المشهد هو أن يتحول التكريم إلى عقوبة والاحتفال إلى إقصاء والاحتفاء بالفن إلى مناسبة لتزييف الحقائق وإهانة الذاكرة الفنية لمدينة إنزݣان..

اعلان

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى