منبر24
اختتمت مدينة الصويرة، أول أمس السبت، فعاليات النسخة السادسة والعشرين من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، التي استقطبت أزيد من 300 ألف متفرج، في ثلاثة أيام من الاحتفال بالموسيقى، والتلاقح الثقافي، والانفتاح الإنساني.
وشهد المهرجان، المنظم من 19 إلى 21 يونيو، توافدًا جماهيريًا غير مسبوق، جمع عشاق كناوة والأنغام العالمية في منصات مختلفة داخل المدينة، من بينها ساحة مولاي الحسن، الشاطئ، الزوايا، وفضاءات المدينة العتيقة.
موسيقى بلا حدود.. من الكمبري إلى الساكسوفون
انطلقت النسخة بعرض افتتاحي مغربي-سنغالي قاده المعلم حميد القصري وفرقة بكالما، وضم أسماء كعبير العابد وكيا لوم، قبل أن تتواصل الليالي الفنية بعروض تمزج الجاز بكناوة، كما فعل حسام كانيا وماركوس غيلمور، أو تنحت أبعادًا صوفية كما قدّمه ضافر يوسف والمعلم مراد المرجاني.
أما حفل CKay، فجمع جمهورًا شابًا متنوع الثقافات، بينما اختتم العرض بسهرة جماهيرية ضخمة على منصة الشاطئ قادها فهد بنشمسي وفرقة “ذا لالاس” في مزج جريء بين كناوة، الشعبي والروك.
أكثر من 350 فنانًا.. و40 معلم كناوي
شاركت في النسخة 26 من المهرجان أكثر من 12 جنسية، مثل الولايات المتحدة، مالي، فرنسا، العراق، كوبا، وتركيا، إلى جانب 40 معلم كناوي من الرواد والمواهب الصاعدة، ما جعل من هذه الدورة مختبرًا حيًا للامتزاج الثقافي والابتكار الموسيقي.
منتدى فكري وحوارات إنسانية
وعلى هامش العروض، عُقدت الدورة 12 من منتدى حقوق الإنسان بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، تحت شعار “الحركية البشرية والديناميات الثقافية”، بمشاركة شخصيات بارزة مثل المخرج إيليا سليمان، والشاعرة فيرونيك تادجو، والمخرج فوزي بنسعيدي.
كما عرف المهرجان مائدة مستديرة استثنائية، جمعت لأول مرة بين معلمي كناوة والباحثين الأكاديميين، في لحظة تبادل نادرة بين المعرفة الشفهية والخبرة العلمية.
تكوين وإبداع شبابي
من أبرز فقرات المهرجان أيضًا، برنامج “بيركلي في مهرجان كناوة” بالشراكة مع كلية بيركلي للموسيقى، حيث استفاد 74 موسيقيًا شابًا من 23 جنسية من ورشات تكوين وتبادل طيلة أسبوع.
إشعاع إعلامي عالمي
شهدت النسخة تغطية إعلامية واسعة من قبل 250 صحفيًا ومصورًا يمثلون مؤسسات من المغرب وخارجه، من بينها فرنسا، إيطاليا، الولايات المتحدة، الهند، والنرويج.
موعد متجدد سنة 2026
بحيوية وإبداع وجرأة، أثبت مهرجان كناوة وموسيقى العالم في دورته الـ26 أن الموسيقى قادرة على تجاوز الحدود، وبناء الجسور، وخلق لحظات إنسانية استثنائية. وسيُضرب الموعد مع الدورة القادمة من 25 إلى 27 يونيو 2026، في نسخة تُعد بأن تكون أكثر إشعاعًا وتنوعًا.
