
بقلم: عبدالرزاق زيتوني – منبر24
ستكون مباراة المنتخب الوطني المغربي أمام النيجر، يوم الجمعة 5 شتنبر 2025 بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، محطة استثنائية في مسار كرة القدم الوطنية، ليس فقط لكونها حاسمة في مشوار التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، بل لأنها تجمع بين مدربين يحملان معاً جزءاً من ذاكرة الكرة المغربية: وليد الركراكي وبادو الزاكي.
الزاكي، الحارس الأسطوري وأحد أبرز رموز الكرة المغربية، قاد المنتخب الوطني في فترة سابقة إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم 2004 بتونس، كأول مدرب يحقق هذا الإنجاز منذ سنة 1976. ومنذ ذلك التاريخ وإلى غاية سنة 2025، لم ينجح أي مدرب آخر في بلوغ النهائي، ما يجعل الزاكي يحتفظ بمكانته التاريخية كمدرب استثنائي، إضافة إلى كونه أحد أعظم الحراس في تاريخ الكرة المغربية والإفريقية.
في تلك الفترة كان وليد الركراكي أحد عناصر المنتخب، مساهماً في صنع ذلك الإنجاز الذي أبهر القارة السمراء. واليوم، وبعد أكثر من عقدين، تتجدد الحكاية لكن بأدوار مغايرة: الركراكي صار مدرباً للمنتخب الوطني، بينما يقود الزاكي منتخب النيجر.
هذه المواجهة توصف بأنها لقاء بين “الأب والابن” داخل المستطيل الأخضر؛ فالركراكي يعتبر من الجيل الذي صنعه الزاكي كلاعب، والآن يلتقيان وجهاً لوجه كمدربين، في مشهد يعكس الاستمرارية والتوارث الكروي بين الأجيال.
الزاكي بين الحنين والتحدي
المباراة بالنسبة للزاكي لا تعني فقط قيادة منتخب النيجر أمام “أسود الأطلس”، بل تمثل أيضاً لحظة مليئة بالحنين إلى الماضي، حين كان يحمل آمال ملايين المغاربة كحارس وكمدرب. واليوم يجد نفسه خصماً لبلده الأم، في مواجهة تفرض عليه التحدي والاحترافية، بينما في قلبه يبقى الانتماء والوفاء حاضراً.
الجماهير المغربية تترقب هذه المباراة بشغف، ليس فقط بسبب قيمتها التنافسية في طريق التأهل إلى مونديال 2026، ولكن أيضاً لما تحمله من رمزية إنسانية وتاريخية، حيث تتجسد فيها علاقة الوفاء بين الماضي والحاضر، وتبقى كرة القدم دائماً مرآة للذاكرة الجماعية.