اعلان
اعلان
مجتمع

“مول الحانوت” في مهب الريح !!!!

اعلان

قد لا تخلو اي زنقة مغربية او درب أو دوار من ” مول الحانوت ” ذلك التاجر الصغير للمواد الغذائية بالتقسيط الذي يقدم خدمة القرب service de proximité إلى زبناءه و ينسج معهم علاقات إنسانية إلى حد يجعله العارف باسرار واغوار المحيط من صراعات بين الجيران و حتى داخل الأسرة نفسها إلى العلاقات العاطفية و هلم جرا . معاملاته غالبا تقوم على عملية ” كارني لكريدي” اي اقتراض الزبون طيلة الشهر و رد ما بذمته في اواخره.و غالبا تتراكم الديون ويصبح مول الحانوت ” عدوا ” لانه طالب بحقه في ظل تحولات عميقة للمجتمع المغربي افتقدت فيها عمليات بناء الثقة.هذا العائق ليس وحده ل ” السوسي مول الحانوت ” كما يحلو للمغاربة تسميته كناية على الانتماء العرقي لاغلبية التجار الصغار بالتقسيط ، فقد انضاف في السنوات الاخيرة و في جل مناطق المغرب بروز المساحات الكبرى ( grandes surfaces/ hypermarchés) التي تعني هيمنة الراسمال الدولي و الشركات المافوق وطنية منها الفرنسية ك carrefour و auchan و label vie وحتى التركية من قبيل BIM . بالاضافة الى الراسمال المغربي من قبيل أسواق السلام التابعة للشعبي و مرجان التابعة للهولدينغ ” مدى القابضة” .فالاقبال على هذه الأسواق الكبرى جد عال والخدمات في المستوى .لكن بالمقابل افلس ” مول الحانوت ” و لم يعد يستطيع توفير لقمة عيشه. و هذا يضر بهذه الفءة التي تحتاج إلى دعم أو تتحد في شكل تنظيمات مهنية او تعاونيات لتجاوز هذا الواقع الذي فرضه انتقال رؤوس الأموال في ظل العولمة. وقد مس ايضا تاجر الالبسة ايضا فالشركات التركية الكبرى هيمنت على السوق من قبيل L.C WAIKIKI و KOTON و DEFACTO و غيرهم بالاضافة الى الأثاث و قطاعات تجارية أخرى. فالتاجر الصغير اصبح مهددا في توفير قوت يومه. فهو كان من قبل ضحية النكتة و الآن هو ضحية العولمة الاقتصادية . فالبورجوازية الفاسية كانت تنتقد ” التاجر السوسي” عبر النكتة خوفا من مزاحمته لها رغم بروز هولدينغات كبرى في السنوات القليلة الماضية يقف وراءها أشخاص من منطقة سوس و من تافراوت بالضبط و انتقلوا الى الهيمنة السياسية لينقلوا مركز ثقل القوة السياسية و الاقتصادية الى منطقة سوس بدل فاس و محور الرباط الدار البيضاء و مراكش . و قد انضاف الشاب يونس الى المتحاملين على ” مول الحانوت” الذي ما زال يحمل جبة الشاب مامي و لم يستطع الخروج منها حين قال في اغنية “مول CHATEAU” :”صفيت كاع اللي عليا بقالي غير كارني مول الحانوت” . فعلا مول الحانوت يستحق الالتفاتة و تحية عالية له .

اعلان

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى