اعتبر النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، أمس الأربعاء، في احتفالية المؤسسة التشريعية بالذكرى الستين لتأسيسها، أن المظاهر المرتبطة بأزمة الديمقراطية التمثيلية تؤدي إلى تنامي “النزعة العدائية للبرلمان”.
وأفاد ميارة أن النزعة التي تحدث عنها أصبحت “متفشية في العديد من الدول، وتتخذ أشكالا متعددة؛ لكنها تجتمع في عنوان واحد، هو تبخيس قيمة المؤسسات البرلمانية والتنقيص من جدوى العمل الجبار الذي تقوم به لخدمة الصالح العام والحفاظ على وحدة الصف والمواقف”.
وقال رئيس مجلس المستشارين أن الجميع بات يدرك مدى “جسامة التحديات التي تواجه المؤسسة البرلمانية، ليس فقط في بلادنا؛ ولكن في كل الدول”، مؤكدا أن هذه التحديات جاءت نتيجة لما سماها “التطورات المذهلة التي رافقت التقدم التكنولوجي والعلمي في كل القطاعات”.
وتابع ميارة موضحا: “خاصة في ظل اللجوء المكثف إلى شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي وإن كانت تبدو في الظاهر عاملا مساعدا على تعزيز التواصل الإنساني والتبادل الثقافي الواسع؛ فإنها، بالمقابل، أنجبت عددا من الظواهر السلبية بين الأفراد”.
ومضى المتحدث ذاته معددا المظاهر السلبية، حيث لخص أبرزها في “ازدياد حدة التأثيرات السلبية لمظاهر الفردانية، والعزوف عن المشاركة في الحياة العامة؛ بما فيها الحياة السياسية والديمقراطية”، مؤكدا أن هذا المعطى تظهره “المعدلات الضعيفة للإقبال على صناديق الاقتراع في أكثر من تجربة، مع ما يرافق ذلك من تشكيك في مصداقية المؤسسات المنتخبة وبالتالي العجز في منسوب الثقة تجاهها”.
واستدرك ميارة قائلا: “غير أنه من اللازم، أيضا، أن نعترف بأنه ينتظرنا كذلك المزيد من العمل في هذا الصدد والمزيد من الابتكار والإبداع”، في سبيل تجاوز الصعوبات والتحديات التي يواجهها البرلمان على مستوى تعزيز الثقة وكسبها في المجتمع والتشجيع على المشاركة السياسية ولعب الأدوار المنوطة بالبرلمان على أكمل وجه.