اختتمت نقاشات وجلسات عمل حول « مناهضة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام » ، اليوم الأحد، والتي احتضنتها مؤسسة المنتدى المتوسطي للشباب، بشراكة مع المنتدى المغربي للصحافيين الشباب والممول من طرف مجلس أوربا، بمدينة أصيلة.
وتم إسدال الستار على الورشة التكوينية عقب استكمال برمجة دامت ثلاث أيام، إذ جرى استخلاص توصيات عديدة من ندوات موضوعاتية وورشات عمل تم تسميتها بـ « نداء أصيلة »، أغنتها تدخلات المشاركين من الصحفيين والإعلاميين وإبداء آرائهم ومواقفهم حول خطاب الكراهية .
المنظمون كشفو المحاور الكبرى للتوصيات، بادئة باستنكار ورفض جميع أشكال الخطاب التي تدعو إلى الكراهية والعنف المتداول على مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام والفضاء العمومي، والعمل على تقنين انتاج وبث واستخدام المحتوى الرقمي من طرف المؤثرين في الويب.
كما شدد المشاركون في الورشة التكوينية نفسها، أن تضطلع الحكومة وبشراكة مع المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية بدور فاعل في وضع استراتيجية وطنية لمناهضة خطاب الكراهية تنفيذا لقرار الأمم المتحدة رقم 328/73 بتاريخ 25 يوليوز 2019 حول مناهضة خطاب الكراهية، وكذا قرار مجلس الأمن رقم 2250 المرتبط بالشباب والسلم والأمن.
في حين حمل المشاركون المسؤولية للقيادات السياسية في نشر خطابات الكراهية سواء بين مناضليها، أو أثناء التجمعات والمهرجانات الخطابية أو التصريحات الإعلامية أو التدوينات عبر مختلف وسائل التواصل الإجتماعي، ودعوتهم إلى عدم نشر مثل هذه الخطابات ومطالبة الجهات المعنية على إصدار قوانين مناهضة لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي، ملتمسين من السلطة القضائية بكل مكونتها إيجاد التوازن الصحيح بين حماية حرية التعبير وتقييد أشكال التعبير التي تسعى إلى التحريض على خطاب الكراهية والعنف والتميز والعنصرية وذلك حماية لـ « حرية التعبير ».
أما فيما يخص المجال الإعلامي، فقد شدد المشاركون على أهمية ودور وسائل الإعلام في تعزيز الديموقراطية، ونشر ثقافة التسامح والعيش المشترك ومشاركتها بفعالية في مناهضة خطاب الكراهية وإنتاج مواد إعلامية بديلة لهذا النوع من الخطابات، كما دعت التوصيات المجلس الوطني للصحافة لتفعيل مقتضيات ميثاق أخلاقيات المهنة في الشق المتعلق بالتمييز والدعوة للكراهية من خلال الزام الصحفيات والصحافيين بعدم نشر وبث مواد تمجد العنف والجريمة والإرهاب مع تطوير آليات زجرية.
وفي مقابل ذلك دعت إلى إحداث جائزة تحفيزية للمنابر الإعلامية وللإعلاميين في المواد الأكثر مناهضة لخطاب الكراهية، إضافة إلى تنظيم دورات تدريبية مهنية للصحفيين والإعلاميين والأطر التربوية والمنظمات الشبابية والعاملة مع الشباب للحد من خطاب الكراهية.
ومن جهة أخرى، فقد حثت التوصيات على ضرورة مراجعة المناهج التربوية والكتب المدرسية لتربية ناشئة على مبادئ السلام والعيش المشترك، بالإضافة إلى تطوير برامج تعليمية ومواد تدريبية خاصة للشباب لمواجهة خطاب الكراهية.