مرت أكثر من ثلاثين يوما على الخطة الحكومية لمواجهة انتشار الجائحة ببلادنا، وإذا كان لا بد من الانصياع إلى الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، فان ذلك لا يخلو من مضاعفات وآثار سلبية على المواطنين والمواطنات وبالخصوص الفئات المهمشة بالمدن والأحياء المهشمة وبالعالم القروي .
بالموازاة مع ذلك تعددت أشكال التعاون والتضامن وتعالت الأصوات والدعوات للتطوع . لكن للأسف أن الواقع الموضوعي والذاتي الذي يعيشه المجتمع المدني بالمغرب لا يسمح بذلك، لان الجمعيات تعاني الضعف المؤسسي والمادي ولا تملك من الموارد البشرية و من الحرفية ما يساعدها على التعبئة للتطوع، كما أن المناخ القانوني للجمعيات لا يسمح لها بالتحرك بمنتهى السرعة والحرية الضروريين في مثل حالات الاستعجال التي نعيش عليها، في غياب تام لقانون التطوع واكراهات أخرى تكاد تمنع على الفاعل المدني اخذ المبادرة لجمع التبرعات.
وفي غياب المقاربة التشاركية يصعب تحقيق فعالية الإجراءات المواجهة للجائحة إن على المدى القريب أو على المدى البعيد، وإن الوضعية الحالية تطرح عدة تحديات لمواجهة العواقب والتداعيات من الناحية الاجتماعية ومن الناحية الاقتصادية و من الناحية الديمقراطية.
وفي هذا الإتجاه ارتأت المجموعة المغربية للتطوع في نداء لها، أنه لابد من التفكير في سبل التأقلم مع الأزمة والعمل على تقوية المناعة الاجتماعية لمواجهة المرحلة القادمة، وأكدت كذلك أنه يتعين عليها الانخراط في الحملة الترافعية التي يخوضها حاليا التحالف المدني من اجل تغيير المنظومة القانونية للمجتمع المدني والتي نعتبر احد مكوناتها .
وأضاف النداء إلى أنه سيستمر في العمل مع الساكنة باستغلال شبكات العلاقات المحلية التي نتوفر عليها وباستعمال وسائل الاتصال، وكذلك اليقظة والتشخيص السريع للحالات الاجتماعية التي تتطلب التدخل من اجل الدعم ألغدائي والمالي ودعم التكفل الصحي للمرضى المصابين بإمراض مزمنة.
ولم ينسى النداء كل أنواع التوعية والتحسيس ضد أشكال العنف الممارس على النساء والأطفال وخلق لجنة للاستشارات الاسرية، مع تتبع الأوضاع الاجتماعية للفئات الهشة ومصاحبتها في الخروج من الأزمات الطارئة (الوقوف بجنبها للاستفادة من مساعدات الدولة، والإرشاد لاحترام إجراءات الطوارئ الصحية ، وتنظيم العمليات التضامنية وتوزيعها بطرق تحترم التباعد الاجتماعي والحجر الصحي ، ثم الدفاع عن الحق في الخدمات الصحية بالنسبة للمرضى الغير مصابين بفيروس كوفيد 19 والمساهمة في تأطير المبادرات التطوعية المحلية .
وأردفت المجموعة المغربية للتطوع، أنه ستقوم بتعبئة كل متطوعي ومتطوعات المجموعة المغربية للتطوع الحاليين والقدامى للعمل وتقديم دروس التقوية والتنشيط والتشجيع على الإبداع والمسابقات الفنية لفائدة تلاميذ وتلميذات الإحياء المهمشة بمناطق سكناهم بالاعتماد على الوسائط الاجتماعية. بالإضافة إلى تعبئة متطوعين ومتطوعات لتقديم محاضرات عبر الوسائط الاجتماعية على صلة بدروس الباكالوريا.
أما بخصوص النقشات الإفتراضية، فدعى النداء إلى أنها ستنشط هذه النقاشات حول مواضيع ادوار المجتمع المدني و أهميتها في المشاركة في إدارة الأزمات والتدخل في الكوارث الطبيعية والأوبئة والحروب ، مع تكثيف النقاش الداخلي بين أعضاء الجمعيات لتطوير أفكار مشاريع على صلة بآثار الجائحة وكتابتها للبحث عن تمويلها. ثم التحضير العلمي للأنشطة المبرمجة في هذه السنة وذلك لانجازها ميدانيا بعد رفع الحجر الصحي قي أفق فصلي الصيف والخريف
صياغة مذكرات ترافعية لتتبع الأوضاع الاجتماعية للفئات الهشة والفقيرة .
وأبانت أيضا أنه يجب عدم الخوض في عمليات للتطوع عشوائيا وبدون تنسيق واعتراف من طرف لجان اليقظة المحلية و توفر المتطوعين و الفاعلين الجمعويين على رخصة استثنائية تمكنهم من القيام بمهام تطوعية و تضمن لهم التحرك في نقط مختلفة لتقديم الخدمات.