اعلان
اعلان
مقالات الرأي

“وضعوا البرنامج الحكومي وحظي بثقة البرلمان ، والآن ينتقدونه! وزراء في الحكومة أم معارضة أنفسهم؟

اعلان
اعلان

بقلم االأستاذة سليمة فراجي

احيانا نحاول ان نستوعب خلفيات التناقض الصارخ في المشهد السياسي المغربي، حيث نجد وزراء وقادة أحزاب من داخل التحالف الحكومي ينتقدون سياسات الحكومة التي هم جزء منها. هذا السلوك ليس مجرد اختلاف داخلي طبيعي، بل يبدو أنه يدخل في إطار الحسابات الانتخابية، حيث يحاول بعض الفاعلين الحكوميين التملص من حصيلة الأداء الحكومي واستمالة الرأي العام قبيل الانتخابات.

اعلان

للإشارة في الأنظمة الديمقراطية، الحقة فان المعارضة هي التي تمارس النقد والمساءلة، بينما تتحمل الحكومة مسؤولية تنفيذ برنامجها الانتخابي المسطر من طرفها والذي حظي بموافقة البرلمان ، خاصة أنها تحظى بأغلبية برلمانية تضمن لها تمرير القوانين والإصلاحات. بل اصبحت تملك عصمة القانون
لذلك عندما نرى وزراء وأحزابًا داخل التحالف الحكومي يوجهون انتقادات للحكومة، فإن ذلك يكشف عن أحد أمرين: إما أن هناك انقسامات داخلية عميقة تعكس ضعف الانسجام الحكومي، أو أن هؤلاء الفاعلين يحاولون النأي بأنفسهم عن الحصيلة الحكومية تحضيرًا للاستحقاقات الانتخابية.
هذا النوع من السلوك يمكن وصفه بـ”الفجور السياسي” كما عبر عن ذلك احد قضاة محكمة النقض لما انتقد محاميا اصاب المسطرة بعوار ، لأنه ينطوي على ازدواجية في الخطاب ، فمن جهة يشاركون في اتخاذ القرارات، ومن جهة أخرى ينتقدونها وكأنهم في المعارضة. هذه الممارسة تضعف ثقة المواطنين في الأحزاب والمؤسسات، لأنها تكرّس الانتهازية السياسية على حساب الوضوح والمصداقية.

و يبقى السؤال المطروح يطرح نفسه كعلامات الاستفهام التي تنتصب امام أعيننا كالرايات السود على الشواطئ معلنة هياج البحر.
فهل سيتذكر المواطنون هذه التناقضات عند صناديق الاقتراع، أم أن هذه المناورات ستنجح مرة أخرى في إعادة بروز نفس الوجوه
هذا الواقع السياسي متكرر، لكنه أصبح أكثر وضوحًا اليوم بسبب وعي المواطنين وتوفر وسائل التواصل التي تفضح هذه التناقضات. المشكلة أن بعض الأحزاب والوجوه السياسية تراهن على قصر ذاكرة الناخبين، لكن مع تزايد الاهتمام بالشأن العام، قد لا تمر مثل هذه المناورات بسهولة.
الأهم الآن هو أن يكون هناك وعي سياسي أكبر لدى المواطنين، بحيث لا ينخدعون بهذه التحركات التي تأتي في آخر الولاية، بل يعقدون العزم على محاسبة الأحزاب بناءً على أدائها الفعلي طوال فترة الحكم، وليس فقط على خطاباتهم الانتخابية.

هل ترى أن الناخب المغربي اليوم أكثر وعيًا بهذه التكتيكات، أم أن العزوف الانتخابي سيظل سيد الموقف

اعلان
اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى