اعلان
اعلان
ثقافة وفن

“ولادة سيدي البرنوصي” تفتتح فعالياتها الثقافية بلقاء مع “محمد ماسكي”

اعلان
اعلان

نظمت ثانوية ولادة سيدي البرنوصي التأهيلية مؤخرا فعاليات الأيام الربيعية الثقافية تحت إشراف مدير الثانوية، محمد أرسالة، وناظر المؤسسة الأستاذ عبد الرحيم غالبي ومنسق نادي مشعل النجاح للثانوية وأعضائه ورئيسة جمعية آباء وأولياء التلاميذ  الزهرة بنجدية وذلك بمشاركة تلميذات وتلاميذ المؤسسة وعدد من الأساتذة.

اعلان

وتهدف الفعاليات إلى توعية التلاميذ بضرورة التعلم والقراءة والكتابة وتنمية روح المبادرة الجماعية وترسيخها مع السلوك والعلاقات السليمة إضافة إذكاء روح التعلم التعاوني والتربية على التقويم وإذكاء الفضول المعرفي والعلمي.

كما تروم إلى ترسيخ قيم الثقافة المغربية والمواطنة والسلوك والحفاظ عليه وكذا خلق روح التفاؤل داخل المؤسسة وجعلها قطبا جذبا يساعد على التحصيل الدراسي والثقافي.

وقد انطلقت التظاهرة بلقاء ثقافي مع الدكتور محمد ماسكي، الباحث في تحليل الخطاب والثقافة الشعبية، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، حول مؤلفه النقدي القصيدة الزجلية المغربية الحديثة عند إدريس مسناوي، البنية، الصورة، الوظيفة، بعنوان المتعلم ورهان الكتابة الإبداعية اركة تلميذات وتلاميذ المؤسسة وعدد من الأساتذة.

اعلان

هذا حيث استهل اللقاء بكلمة غالبي، التي رحب فيها بالباحث الأستاذ محمد ماسكي، وأعطى انطلاقة الأيام الربيعية الثقافية للثانوية، مشيدا بالأساتذة المؤطرين لمحترفات نادي مشعل النجاح وبالأساتذة والتلاميذ الحاضرين والفاعلين في محترفات النادي.

وفي كلمته بهذه المناسبة، سلط غالبي الضوء على القراءة وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع، في إكسابه القدرات المعرفية والثقافية، التي تساعده في حياته، مشيرا إلي أهمية الأنشطة الموازية والحياة المدرسة للتلاميذ.

من جهتها، رحبت رئيسة جمعية آباء وأولياء التلاميذ، بالدكتور محمد ماسكي، وأعضاء نادي مشعل النجاح وتلاميذ الثانوية والمشاركين، والحضور.

من جانبه قدم الأستاذ محمد الدهبي منسق نادي مشعل النجاح، أهداف الأيام الثقافية الربيعية وبرنامجها، وقد مرر، بعد ذلك، الكلمة إلى منسق النادي السابق الأستاذ المصطفى زونيبي، الذي رحب بالدكتور الضيف وتحدث عن الأنشطة الموازية وأهميتها الثقافية للمتعلم، ودور المتعلمين في تفعيلها والمشاركة فيها.

بعد هذا الافتتاح قدم المسير الكلمة للتلميذة أسماء محبق، لتقدم ورقة نقدية بقراءة كتاب القصيدة الزجلية المغربية الحديثة عند إدريس مسناوي، البنية، الصورة، الوظيفة، إذ بينت فيها أهم فصول الكتاب ومحاوره التي عالجها الباحث محمد ماسكي، مبرزة مفهوم القصيدة والزجل المغربي الحديث.

وقد تطرقت إلى أن المؤلف عبارة نظرية كشف فيه الباحث عن رؤيته للكتابة الزجلية، من منظور بلاغي، وذلك واجع إلى موقف كثير من ممثلي النخبة المثقفة الذين كانوا يقدرون فنون الأدب الشعبي، بالإضافة إلى نظرتهم التنقيصية إلى العامية، في حين أن اللغة الزجلية إيحائية تقوم على الخيال، بصور بلاغية تنقل أحاسيس الأديب وأفكاره عبر لغة ترميزية تخشى التبرير والتقرير.

وأشارت التلميذة أن دراسة الكاتب تضمنت مفاهيم نظرية وقصيدة الزجلية الحديثة ثم صور الدلالية في القصيدة الزجلية فصور المحسنات.

حيث تحدثت عن المفاهيم النظرية، من البلاغة والصورة ومسارهما التاريخي والمعرفي والتحولات الذي لحقهما، وذلك بالانفتاح على المدرسة العربية والدراسة المشتبه بالتراث البلاغي العربي عند وتوجه الدراسة إلى مفهوم “البلاغة ” في شقتها القديم والحديث، ثم على المدرسة الغربية – من أرسلو إلى شاييم بيرلمان- للبلاغة التي انفتحت على مختلف النظريات والمناهج تحليل الخطاب الأمر الذي جعلها علما يقوم على تحليل مختلف أنواع الخطابات (الإعلامية، السياسية، القضائية، التخييلية…)، بالوقوف عند الصور الرابطة في ثناياها، والقبض على العناصر الحجاجية التي يسعى المبدع بواسطه المبدع إقناع المستمع .

بعد ذلك تحدثت عن الاتجاه البلاغي العربي القديم مع الجاحظ ، وابن المعتز وغيرهم ممن رفعوا البس عن هذا المفهوم، والاتجاه البلاغي العربي الحديث مع محمد الوالي، ومحمد العمري، الذين بثوا فيه روحا جديدة جعلته أكثر حيوية ودينامية، ثم عالجت التلميذة فن الزجل في الكتاب، انطلاقا من تعدد في دلالة واختلاف في تسمية الزجل، بوصفه فنا من فنون الأدب الشعبي يعود أصله إلى جزيرة العرب قبل الإسلام، (ولكن بعض الباحثين يعتبرون أن أصول الزجل ترجع إلى الأندلس). وهو شكل تقليدي من أشكال الشعر العربي باللغة المحكمة، وهو ارتجال وعادة ما يكون في شكل مناظرة بين عدد من الزجالين (شعراء ارتجال الزجل) مصحوبا بإيقاع لحني بمساعدة بعض الآلات الموسيقية. 

وفي ختام ورقتها النقدية أكدت الأخيرة أن الزجال إدريس المسناوي خلق أشكال فنية فضح بواسطه المستور، عبر انزياحات تركيبية وصوتية، تخرق فيها المقاولات مكانتها الأصلية، إما بواسطة النقص أو القلب، والكلمات أو العبارات على التماثيل الإيقاع أو تمثل الصامت التي أشار إليها الباحث في مؤلفه، وانطلاق القصيدة الزجلية عند إدريس مسناوي، عبر الاشتغال بالمكان البلاغي في شقيه القديم والحديث، قصد التحقق من صحة الفريقين: أولاهما، اعتبار القصيدة الزجلية فضاء خصبا تنمو فيه أشكال بلاغية جديدة، متعددة الوظائف، بفعل انفتاح الزجال إدريس أمطار مسناوي على مرجعين ثقافية مختلفة، أنتج تجربته من آفاقها، بغية خلق قصيدة تلتحم فيها التجربة الشخصية بالإحساس المرهف والتزام بقضايا المجتمع وثانيه، وتجسس البنية الذهنية للرجال على أنساق ثقافية، أسهمت في خلق صور بلاغية يستعصي فهمها من دون العودة إلى تلك الأنساق التي يستمد منها الزجال تمثلاته وتصوراته على حد تعبير المؤلف الدكتور محمد ماسكي.

ونوه الدكتور محمد ماسكي، في كلمته بهذه المناسبة بجهود أعضاء المؤسسة من أساتذة وأطر إدارية وتلاميذ وجمعية أباء وأولياء التلاميذ وأعضاء نادي مشعل النجاح بالثانوية، مشيرا إلى كتابه ودوافع كتابته والإشكالات التي تطرق إليها، مع إبراز أهم تصوراته المفاهيمية التي تجسدت في كتابة القصيدة الزجلية المغربية الحديثة عند إدريس مسناوي، بين أن هذه الدراسة تشتغل على متن زجلي معاصر، استمد إبداعاته من روافد عديدة، جعلته متنا غنيا بأشكال بلاغية؛ بعضها من طبيعة النص المدروس، وبعضها الآخر مجرد قواعد نمطية، حيث أشار إلى الأمر الدي دفعه إلى الوقوف عند الصور الأكثر هيمنة في النصوص، والكشف عن وظائفها، وإبراز القضايا التي تتناولها والمعاني التي تثويها.

ثم بين الباحث ما يميز دراسته، التي تناولت القصيدة الزجلية المغربية الحديثة من منظور بلاغي مزدوج، مستندا إلى نموذج إدريس مسناوي. وقد اختتم اللقاء بحوار مفتوح.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى