
منبر24 – أسماء الشتيوي
في خطوة تعكس عمق الوعي الجماهيري داخل القلعة الخضراء، فجّر فصيل الكورفا سود موجة غضب عارمة تجاه تعاقد إدارة الرجاء الرياضي مع شركة كوكاكولا كمستشهر جديد، معتبرين أن القرار “خارج السياق الأخلاقي” و”طعنة للقيم التي تربّى عليها الجمهور الرجاوي”.
فالرجاء، كما تقول المجموعات، ليس مجرد نادٍ لكرة القدم، بل “ضميرٌ شعبي” ارتبط تاريخياً بالدفاع عن المظلومين، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني. ومع ذلك، فوجئ الفصيل بإعلان شريك تجاري “متهم دولياً بالتواطؤ في الاحتلال والإبادة”، حسب ما ورد في البلاغ، ما اعتبروه شرخاً بين المكتب المسير والجمهور الذي ظل – مادياً ومعنوياً – السند الأول للنادي.
وتساءلت الكورفا سود بحدة: كيف يسمح المكتب بتزيين قميص فريق يحمل همّ الطبقات الشعبية بشعار شركة تتواجد مصانعها داخل المستوطنات الإسرائيلية؟
وكيف يُقبل رفع جملة إعلانية كـ “حماس جديد غيبدا” بكل ما تحمله من إيحاءات صادمة في سياق دموي يعيشه الفلسطينيون يومياً؟
وترى المجموعة أن القضية الفلسطينية ليست تفصيلاً ولا ملفاً جانبياً، بل “خطٌّ هوياتي” تُبنى عليه عقيدة الوفاء داخل المدرجات الخضراء. لذلك، أكدت أن أي شراكة تُناقض هذا الخط “لا يمكن إلا أن تُقابل بالرفض التام”.
وفي الوقت الذي اختار فيه المكتب المسير الصمت، رفعت الكورفا سود صوتها لتؤكد أن مسؤوليتها ليست فقط التشجيع داخل المدرجات، بل أيضاً حماية صورة النادي وقيمه.
“منتوج المستشهر لن يستهلك أكثر من مداد الأقلام التي وقّعت العقد”، تختم المجموعة، في رسالة تحمل أكثر من معنى.



