قالت أمل الصفيرة، أستاذة بدار الحديث الحسنية، إن الإسلام في المغرب، والذي يرتكز على ثوابت مؤسسة إمارة المؤمنين، والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني، يمثل نموذجا يحتذى، بل “الطريق المثلى” بالنسبة لإفريقيا.
وأضافت في ندوة نظمتها المؤسسة حول “الإسلام الإفريقي بين الواقع والتصور والتأويل”، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والاكاديميين مغاربة وأجانب، أن الهوية الدينية للدولة المغربية تضفي بعدا ديبلوماسيا دينيا، تعززه السلطة الروحية لجلالة الملك، أمير المؤمنين، الذي يحرص على تعزيز العلاقات بين مسلمي إفريقيا جنوب الصحراء.
وتابعت أن ثقافة الإسلام في المغرب تتسم باعتدالها ووسطيتها، مبرزة انفتاح المملكة التي تدعو إلى الحوار بين الأديان وإلى القيم النبيلة للتسامح والتعايش.
من جهته، أوضح عبد الرحمان غريوة، الأستاذ بمؤسسة دار الحديث الحسنية، أن إفريقيا قارة تضم كل المفارقات، وتتعايش فيها العديد من المجموعات العرقية والشعوب المختلفة، التي لها معتقدات متنوعة وتعتنق ديانات مختلفة، منها الإسلام.
وقال إنه تم أيضا استعمال بشكل تعسفي مصطلح “الإسلام الأبيض”، ونحن نعلم جيدا أن هذا المفهوم لم يكن موجودا أبدا، وأنه على العكس يتعارض مع أسس الإسلام، التي تنفي أي فوارق بين الأعراق.
وأضاف أن مصطلح “الإسلام الأسود هو اختراع غربي خالص، يروم إحداث قطيعة وتفرقة، بل إذكاء العداوة بين الأفارقة والعرب”.
أما محمد مكاوي ، الأستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير وبجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ، فقد أبرز في مداخلته أهمية ضمان التماسك والتضامن داخل المجتمع أو الجماعة ومواجهة أي شكل من أشكال التلقين العقائدي وأي عمل يقوم على العنف والتطرف. وتروم هذه الندوة الدولية، المنظمة على مدى يومين، دراسة أوضاع الإسلام والمسلمين بإفريقيا وتفكيك الخطابات المتطرفة واقتراح السبل الكفيلة بمواجهة كافة أشكال التطرف ، علاوة على التطرق الى عدة إشكاليات تتعلق بخصائص التدين والممارسة الدينية وأشكالهما في إفريقيا، وتكيف الإسلام مع الواقع الافريقي الذي يتميز بتنوع عرقي وثقافي وديني هائل، وكذا قضية الإسلام والمسلمين في المجتمعات العلمانية.
يشار إلى أن الندوة نظمت في إطار أشغال الندوة الدولية الرابعة حول “الإسلام الافريقي أو إفريقيا المسلمة”، التي انطلقت أشغالها، أمس الثلاثاء بالرباط.