أضحت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة داخل مدينة بوفكران على النفوذ الترابي لعمالة مكناس في العديد من الشوارع و الأزقة تثير الخوف و الهلع في نفوس المواطنين الذين يخشون إعتداءات مفاجئة تهدد سلامة السكان و العاملين الذين يتجهون إلى مقرات عملهم في فترات الصباح الباكر كما أنها تشكل خطرا حقيقيا على الأطفال و كبار السن وخصوصا أن هذه الكلاب تتجول في غالب الأحيان جنبا إلى جنب مع المواطنين و تتخذ من أماكن وسط المدينة مكانا للإستقرار بشكل يومي في غياب دور المجلس الجماعي ، الأمر الذي أصبح يؤرق بال الكثير منهم من إنتشار مثل هذه الحيوانات الخطيرة و خاصة أن أغلب الكلاب تحمل معها أمراضا مختلفة على رأسها داء الكلب المعروف بالسعار ومرض الأكياس المائية ومرض ” الليشمانيا ” الحشوية .
و تتزايد الكلاب على شكل مجموعات بمجرد أن يرخي الليل سدوله حيث تنتشر مجموعات تلو الأخرى عبر مختلف أحياء المدينة، كما ان انتشرها بشكل ملفت للنظر يؤثر سلبا على سمعة المدينة ومدى الأمان فيها ، وكانت وزارة الداخلية واجهت دورية في وقت سابق إلى رؤساء الجماعات الترابية، تمنعهم من إستعمال الأسلحة النارية والمواد السامة لقتل الكلاب الضالة نظرا لخطورتهما ، وتحثهم على الإستعانة بوسائل بديلة للحد من هذه الظاهرة ، تفاديا للتأثيرات السلبية لهذه المواد الكيماوية على البيئة، فضلا عن كون هاتين الوسيلتين المستعملتين تثيران انتقادات مجموعة من المنظمات الوطنية والدولية المهتمة بحماية الحيوانات ، في أفق البحث عن بدائل ناجعة لاحتواء ظاهرة انتشار الكلاب الضالة على الصعيد الوطني باعتماد مقاربة جديدة ترتكز على إجراء عمليات التعقيم لهذه الحيوانات لضمان عدم تكاثرها وتلقيحها ضد داء السعار، وكذا ترقيمها قبل إعادتها إلى مكانها، وستمكن هذه المقاربة الجديدة من ضمان ستقرار عدد الكلاب الضالة لينخفض تدريجيا بعد ذلك، سيما أن هذه العملية أبانت عن فعاليتها في العديد من البلدان.
وأمام غزو الكلاب الضالة لشوارع وأزقة المدينة تجد الساكنة نفسها مضطرة لمطالبة رئاسة المجلس الجماعي لبوفكران بالتدخل الفوري لتصدي لهذه الآفة وأداء أدوارها المنوطة بها في حفظ الصحة العامة وتخليصها من الخطر الذي يتهددهم من هذه الحيوانات التي صارت تحتل الشارع العام ، وتهدد السلامة الجسدية للمواطنين من أجل استثبات الأمن بالمدينة و منها رد الإعتبار للمواطن لينعم بدفىء الامن و الأمان الاستقرار .