وقّعت فعاليات ومنظمات نسائية مغربية من مختلف التوجهات السياسية والمدنية ،في ضوء الوضع المزري الذي يعيشه الشعب الفلسطيني ،من العدوان الإسرائيلي على غزة الذي اقترب من يومه السبعين، رسالة موجهة إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بخصوص الوضع “اللاإنساني للنساء والفتيات بقطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”، في إطار الدعم الذي يوجهه المغرب للشعب الفلسطيني.
وينتظر أن تسلم الفعاليات النسائية المغربية رسالتها الموجهة إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إلى مكتب المنظمة بالعاصمة الرباط، أمس الخميس، بعدما فتحت باب التوقيع الإلكتروني عليها في وجه النساء والفعاليات المغربية الراغبة في تبني الرسالة.
وحسب ما أفادت به مصادر من المبادرة، أبرز الشخصيات النسائية الموقعة على الرسالة وزيرات ومثقفات وفاعلات في المجتمع المدني؛ من أبرزهن الأديبة والكاتبة خناثة بنونة، والوزيرات السابقات جميلة المصلي وشرفات أفيلال وفاطنة الكيحل، فضلا عن القيادية في حزب الاستقلال خديجة الزومي وعدد من النساء الأخريات من مختلف الحساسيات السياسية والفكرية بالبلاد.
وجاء في الرسالة، أن الفعاليات المذكورة تتابع تخليد الأمم المتحدة لليوم العالمي للعنف ضد النساء الذي يحل في 25 نونبر من كل سنة وإطلاقها حملة سنوية بهذه المناسبة تحقيقا لشعار إنهاء العنف ضد النساء، أملا في مجتمعات خالية من العنف، “نأسف لتزامن هذا الحدث الأممي النوعي مع حملة عنف خطيرة وغير مسبوقة تعيشها نساء غزة والنساء الفلسطينيات في الأراضي الفلسطينية لأكثر من سبعين يوما”.
وسجلت الرسالة بأن تقارير عديدة لمنظمات أممية ودولية أكدت “هول الأوضاع الكارثية والعنف الممنهج ضد النساء والأطفال بقطاع غزة طيلة أيام الحرب، يصل حد التصفيات الجماعية والترحيل الجماعي وتدمير المدن والقرى والأحياء السكنية بشكل كامل وممنهج؛ الشيء الذي يعد جرائم حرب إبادة جماعية ضد الإنسانية تقوم بها دولة الأبارتايد العنصرية، ويشكل انتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف الأربع وكذا للقيم الإنسانية والمواثيق الدولية ذات الصلة خاصة مقتضيات القانون الدولي الإنساني”.
وأفادت الوثيقة نفسها أن العنف الممنهج من “جرائم قتل عمد وتهجير جماعي وتصفيات مباشرة للنساء وأطفالهن وأسرهن في المناطق المحتلة في قطاع غزة، التي مارستها قوى الاحتلال الإسرائيلي طيلة الستين يوما الماضية، أودت إلى الآن بحياة أكثر من 18 ألف شهيد و43 ألف مصاب وآلاف المفقودين، حسب تقديرات المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تمثل النساء وأطفالهن حوالي 67 في المائة من الضحايا”.
وذكرت أن “والدتين تقتلان كل ساعة و7 نساء يقتلن كل ساعتين، دون إغفال آلاف النساء مع أطفالهن الذين يرزحون تحت الأنقاض بين الجرحى والمفقودين والموتى؛ ما يعكس وضعا مأساويا غير مسبوق في المنطقة والعالم”.
وتابعت الرسالة أن المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أكدت “استشهاد أكثر من 5 آلاف و300 طفل فلسطيني خلال 46 يوما فقط، أي أكثر من 115 طفلا يوميا على مدى أسابيع؛ وهو ما يشكل حوالي 40 في المائة من الوفيات في الأراضي المحتلة بغزة”، معتبرة أن هذا الأمر “غير مسبوق؛ مما يجعل القطاع أخطر مكان بالنسبة للأطفال في العالم”.
وطالبت الرسالة الأمين العام للأمم المتحدة بعدم إغفال “المعاناة الشديدة التي تعانيها النساء الحوامل (حوالي 50 ألفا) والمرضعات لأطفالهن والمصابات بإصابات خطيرة، في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية بغزة، والاستهداف الممنهج لقوات الاحتلال الإسرائيلي للمؤسسات الصحية. ويصل الأمر إلى قصف عشوائي للمراكز التابعة للأونروا وكذا للمدارس ودور العبادة من مساجد وكنائس، تشكل في مجملها آخر ما تبقى من مناطق لجوء أمام النساء وأطفالهن”.
ودعت الفعاليات النسائية المغربية إلى “التحرك العاجل بدون هوادة لوضع حد لكل الممارسات الماسة بحقوق النساء الفلسطينيات وكرامتهن ووضعهن الاجتماعي، وحقهن الذي لا جدال فيه وغير القابل للتصرف في الحرية والحياة الكريمة والعيش الآمن”، منوهين بـ”العمل الدؤوب الذي تقومون به (غوتيريش) من أجل استتباب السلم والأمن العالمين، وكذا دفاعكم المستمر عن حقوق المرأة والطفل والأسرة، ومواقفكم المدينة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بغزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.