عزيز المسناوي
بعدما تداول نشطاء بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” شريط فيديو يتضمن مشاهد لما يشبه جمرات مشتعلة بجماعة القباب، الأمر الذي حظي باهتمام الرأي العام المحلي والوطني.وأفاد باحثون بيئيون إن ظاهرة انبعاث الدخان والنيران على عمق حوالي متر واحد من تحت الأرض بجماعة القباب التابعة ترابيا لإقليم خنيفرة، ليس لها أي علاقة بأي نشاط بركاني، كما أنه لايشكل أي تهديد على الساكنة المجاورة.وصلة بالموضوع، أوضحت لجنة مكونة من خبراء وأساتذة متخصصين في علوم الجيولوجيا والبيئة تابعين للمدرسة العليا للتكنولوجيا، أن الأمر يتعلق بما يسمى بـ “الخث” الذي يتكون من حطام نباتي متحلل جزئيا، مثل الطحالب والأعشاب والشجيرات. وكشف أحد الباحثين أن عملية احتراق ’”الخث” بضاية آيت ايشو دوار بويعقوب بجماعة القباب بدأت منذ أزيد من 15 يوما ولم تشمل المناطق التي تحتوي على رطوبة كبيرة من الضاية.وأبرز المتحدث ذاته أن مستنقع الخث هو نظام بيئي معين يتميز بوجود نباتات معينة وكمية كبيرة من المواد العضوية تسمى الخث، ويتشكل في المناطق الرطبة،حيث تكون الظروف مواتية للحفاظ على المواد العضوية في غياب الأكسجين.إضافة إلى ذلك، أردف الباحث عينه بأن أراضي الخث موطن لمجموعة متنوعة من الأنواع الحيوانية والنباتية التي تتكيف مع مجموعة من الظروف الايكولوجية الخاصة. ويمكن استخدام هذه الأراضي لإنتاج الخث، وهو وقود أحفوري يستخدم كمصدر للطاقة أو لزراعة النباتات.وبحسب الباحث ذاته، فالخث يتشكل جراء تشبع البيئة بالمياه (الراكدة أو المتنقلة قليلا) لفترة زمنية طويلة بما فيه الكفاية خلال السنة، وفي بيئة يكون فيها نمو نباتي كاف. وغالبا ما يكون البرق والأنشطة البشرية مثل نيران المخيمات، أو إهمال التخلص من السجائر، أو حرائق الغابات والتغيرات المناخية. من ضمن العوامل التي تساعد على اشتعال مستنقع الخث.وفي السياق ذاته، أوضح الباحثون بعد زيارتهم لعين المكان بحضور السلطات، أن الظاهرة لا تشكل تهديدا على السكان، غير انها أوصت، من باب الإحتراز بإنجاز حفر من كل جهات الثقب لتطويق المكان حتى لا تنتقل العدوى إلى الغابة المجاورة في حالة اشتعلت النيران من جديد، وهو الإجراء الذي تم القيام به في حينه.