لماذا إغتيال شيرين نصري أنطون أبو عاقلة؟
نزل خبر إستشهاد الإعلامية الفلسطينية المعروفة ” شيرين أبو عاقلة” كالصاعقة على كل حامل للقيم الإنسانية و مدافع عن الحرية و مناهض للإحتلال، إغتيال بدم بارد في حق صحفية ملتزمة بإيصال معاناة الشعب الفلسطيني، إختارت الصفوف الأمامية في نقلها للخبر منذ انتفاضة كتائب الأقصى بقيادة ياسر عرفات سنة 2002. محللون سياسيون عديدون يشيرون أن” تسحال” / الجيش الإسرائيلي يعيش حالة إرتباك نتيجة الصراع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت من جهة و بين وزير الدفاع غانتس و رئيس أركان الجيش كوخافي من جهة أخرى ، فالصراع بين عقيدتين: بينيت الذي يرأس المؤسسة السياسية و الجينرالين بخلفيتهما العسكرية.
و هذا ما دفع بينيت لإعطاء أوامره لإطلاق النار على صحفيين يحملون السترات والخودات في عملية ممنهجة، وذلك بإبعاد نقل المعلومة و دفع فاتورة الإغتيال، فصفحي جريدة القدس علي السمودي تعرض أيضا لإطلاق الرصاص.
و نشير هنا إلى أن العملية تمت في جينين من طرف قوات متمرنة من الجيش و ليس الشرطة أو قوات خاصة مما يعني أن إسرائيل تعيش حالة تأهب قصوى و وضعية حرب، و حالة هزيمة نفسية خوفا من انتفاضة الضفة الغربية الأخيرة التي حركت جيلا بكامله لحمل البندقة ضد الإحتلال بدون إنتماء فصائلي و لا تأطير سياسي و هذا ما يرعب الدولة العبرية، لأن هذا الشعب تجاوز تأطير منظمة التحرير و حركة فتح بقيادة عباس أبو مازن،
هذا الأخير الذي سبق له أن بارك الرد الإسرائيلي في الضفة الغربية.وتخشى إسرائيل من حرب المدن من طرف الشعب الفلسطيني.و تجدر الإشارة إلى أن شيرين أبو عاقلة تحمل الجنسية الأمريكية، و قد تجد الولايات المتحدة حرجا في مطالبة إسرائيل بتحقيق نزيه في الموضوع، لأنها ستجد نفسها في وضعية تناقض، فأمريكا تسوق أنها تدافع عن الشعب المحتل في أوكرانيا من طرف الروس، و اقترح بايدن 33 مليار لدعم كييف، مرر المقترح إلى الكونغرس ليرتفع إلى 40 مليار دولار . لكن هذه الصورة لا تريد واشنطن التعامل بها في فلسطين التي تعيش حياة الإحتلال.
إن الوضع جد صعب بين مقاومة مفتوحة و غير مؤطرة و بدون إنتماء فصائلي و بين سلطة فلسطينية تزداد ضعفا و بين تناقضات حكام الدولة العبرية. كان من تداعيات هذه الزوايا قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة التي دفعت الثمن غاليا.