بعد تفكك الإتحاد السوفيتي بداية تسعينات القرن الماضي نتيجة ظروف ذاتية و موضوعية لا يسع المجال لذكرها، ظهرت دولة روسيا الفيدرالية مهلهلة ضعيفة القدرات و انحسرت قوتها و ازدادت ديونها خاصة في عهد الرئيس بوريس ايلتسين. لكن مع الطفرة البترولية و ارتفاع اثمان الغاز الذي تنتجه شركة GAZPROM العملاقة التابعة للدولة ، ازدادت مداخيل الدب الروسي، وتحسن الاقتصاد و احدثت البنيات التحتية العملاقة و اصبح البلد في موقع جيوسياسي متقدم. هذا الواقع الجديد الذي تزامن مع عهد القيصر بوتين الذي راهن على الفعل الرياضي كأداة لتسويق صورة جميلة عن روسيا ترفل
في نعيم الرفاه و تبدو حديثة و طبقتها الوسطى واسعة. و هذا ما بدا خلال الألعاب الأولمبية الشتوية سنة 2014 و كأس العالم لكرة القدم سنة 2018. بحيث تجاوز العالم تلك الصورة التي كان يكونها عن روسيا كامتداد للمعسكر الشرقي البائد. لقد دخلت موسكو الحداثة من بابها الواسع عبر الرياضة كقوة ناعمة Soft Power دعمتها شركة Gazprom كمحتضن parrain للمسابقات الرياضية الأوروبية الكبرى لكرة القدم انضافت إليها تفوق الرياضيين الروس في بعض الرياضات كالتنس خاصة النساء بجمالهن الفائق. و في ظل الحرب التي تشنها روسيا على اوكرانيا وعجز الغرب عن ردعها، لم يجد بدا
غير تقليم اظافرها عبر الرياضة و التدخل بشكل سافر في حيادية الاجهزة الرياضية الدولية التي قاطعت الرياضة الروسية. هكذا تم منع روسيا من المشاركة في كأس العالم التي ستجري أطوارها في قطر صيف هذه السنة.و مقاطعتها في كل المسابقات الأوروبية. أكثر من هذا تم الضغط على الملياردير الروسي المقرب من بوتين رومان ابراموفيتش لبيع نادي تشيلسي. بالاضافة الى توقيف نادي شالك 04 الالماني عقدة الرعاية مع كازبروم . هكذا تنمحي التشدقات الحضارية التي يتبجح بها الغرب الذي انبرى إلى الإنتقام بطرق لا تقوم بها الا المجتمعات التي نعتبرها غير حضارية.فهل سيخضع الدب الروسي لهكذا لي ذراع ام سيكشر عن أنيابه غير آبه بهكذا عراقيل ؟؟؟ الأيام القادمة ستجيب طبعا.