لست من متابعي كرة القدم الرجالية أو النسائية اللهم المباريات ذات الإشعاع الدولي التي يشارك فيها المنتخب الوطني إناثا و/أو ذكورا . لكن إثر تصفحي لبعض صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ، عثرت على تدوينات أو تغريدات أو حتى فيديوهات يظهر فيها ذكور و هم ينتقدون أداء المنتخب الوطني لكرة القدم إناث الذي انهزم بحصة ثقيلة أمام نظيره الألماني في إطار مباريات المونديال التي تجري أطوارها بأستراليا، لم يكن الإنتقاد عاديا كما يقع من منتخب الذكور بل هو نوع من التنمر و التشفي لمحاولة نسائية لاختراق الفضاء العام و هذا خط أحمر بالنسبة للعقلية الذكورية التي تعتبر أن المرأة المغربية “تجاوزت حدودها” و هذا التشفي في الحقيقة هو نوع من الابتهاج الداخلي و تعبير عن حقد دفين تجاه المرأة. أتذكر صديقا لي جاءه موظف لخطبة اخته و اقترح شرطا غريبا لزواج اخت الصديق و يتمثل في عدم ذهابها إلى البنك وهذا يدل أن الخاطب أراد أن يحتكر البطاقة البنكية لسحب نقود زوجته من البنك حتى لا تمتلك استقلالية مالية تتولد عنها سلطة حقيقية في اتخاذ القرار داخل بيت الأسرة. و هذا هو لب المشكل .فالعقلية الذكورية لا يهمها الدين و لا التقاليد بل الحفاظ على السلطة التي تمتلكها داخل الأسرة، و أي محاولة للمرأة للخروج من هذا السياج يعتبر تمردا على مصالح “الذكور” لذا لا تتوانى في الضرب تحت الحزام ضد المرأة عندما تفشل في مباراة رياضية كروية عادية.و هذا ما جرى للمنتخب الوطني للاناث . فقد قرأت تعليقا ذكوريا يقول صاحبه ” الحاجة الوحيدة اللي كا يربحو فيها هي النفقة …..” و هذا غيض من فيض عقلية متخلفة تتستر وراء المشترك و المعطى الهوياتي لشرعنة تخوفها من اقتحام المرأة للفضاء العام درأ للامتيازات الذكورية . أما و المنتخب قد مر إلى دور الثمن فهي ” تضرب الطم” أو تتظاهر بفرحها بهذا الانتصار . فهنيئا للبؤات المنتخب الوطني.وقد اكون ايضا من هذه الطينة .شكون عرف”